يمكنكم رؤية المحتوى في هذا الرابط This content is shared on

الأحد، يناير 23، 2005

التحذير من عمرو خالد. مقدمة الكتاب

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الأمين وعلى إخوانه الأنبياء و المرسلين و ءال بيته الطيبين و أصحابه الطاهرين و أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين و على من سار على هداهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد:


يقول الله تبارك و تعالى في القرءان الكريم:{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ (17) } [ سورة الرعد]. إن المرء ليتألم بحسرة بالغة على ما يرى اليوم من أناس تصدوا و تصدروا لتعليم الناس و لإقامة المحاضرات والندوات و هم أساساً ما حصَّلوا العلم الشرعي لإصلاح أنفسهم فمن باب أولى أن يصلحوا أنفسهم ليستطيعوا أن يصلحوا غيرهم و قد صدق الإمام الرفاعي الكبير لما قال:" استقم بنفسك يستقيم بك غيرك كيف يستقيم الظل و العود أعوج". من هنا فقد ظهر شخص أُطلق عليه اسم ( الداعية عمرو خالد) و هذا الرجل حاول أن يكون ظاهرة فريدة أو أن من يطبلون و يزمرون له حاولوا و يحاولون ذلك حيث يُسَوِّق له البعض بأنه شخصية ( مودرن) حليق يلبس ثياب مدنية غربية و كرافات و إلى ما هنالك. نقول نحن لسنا نبحث في الشكل و لسنا ضد أن يقوم شخص حليق بهذه المواصفات بتعليم الناس و لكن نحن ضد المضمون الذي جاء به في كثير من المسائل التي لم يُسبق إليها رغم إنتشار المروجين للضلال ءاناء الليل و اطراف النهار و في كل لحظة. لذلك قمنا بالرد عليه علماً أنَّ ما تناولناه في الرد إنما هو نموذج من أغاليطه و ضلالاته لا يساوي عشر معشار ما هو موجود في أشرطته حيث اعتمدنا على بعض ما جاء في نحو سبعة أو ثمانية أشرطة بالإضافة لكتابه المسمى " عبادات المؤمن " ( دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية 2002 ر/ 1423 هـ) و الآخر المسمى " أخلاق المؤمن " ( دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 2002 ر/ 1423 هـ). لذلك فلا يتوهمنَّ متوهم أننا اطلعنا على كل ما قال أو كتب لكن إن لم يأخذ ما كتبناه بعين الإعتبار و يتراجع فإننا سنواصل الرد في أجزاء أخرى إن شاء الله عملاً بفرضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. و قد ابتدع عمرّو بدعة قبيحة خطيرة ما سُبق إليها فيما نعلم ألا و هي أنه يجمع حوله الشباب و يسألهم رأيهم ببعض القضايا الدينية ليفعلوا كما يفعل و يفتوا بغير علم هرباً من الإحراج يجعلهم يتجرءون على دين الله ليفتح باب الإلحاد على مصراعيه يحللون و يحرمون على هواهم ثم يناولون عبارات الإستحسان و ربما التصفيق. و المحير أن الرجل قدم نفسه أكثر من مرة بأنه ليس بعالم و ليس أهلاً للفتوى و مع ذلك تراه يفتي و يحلّل و يحرّم من غير دليل فاستمع إلى بعض ما قال: هو يحرم البصاق في الشارع لأن الملائكة تتأذى بزعمه. و يقول: من ذكر الله مرة لا ينتفع مثل أن يقول أستغفر الله مرة واحدة. و ينسب إلى الله القعود و السهر و التلذذ و الوقوف و الإتصال. و قال: الرسول يغضب من الذي لا يقوم الليل. و قال: إن الأتقياء يحسدون العصاة على معاصيهم يوم القيامة. و يقول: اليهود ليسوا خصوماً لنا في الدين و زعم أن عمر بن عبد العزيز أعطاهم من الزكاة. و كثيراً ما يحرف الأحاديث بحيث يتغير المعنى. و يقول كلاماً لا ينم عن احترام الأنبياء داود و موسى و أيوب.

و مع مراجعة الكتاب يتبين للقارئ حقيقة ما نقول بطريقة موثقة و دقيقة. هذا مع العلم أننا لسنا أول من تصدى له بل سبقنا إلى ذلك عدد من مشايخ الأزهر و من غيرهم ردوا عليه في الكتب و الجرائد و عمدت مشيخة الأزهر إلى منعه من التدريس في مصر و حذرت منه صريحاً كما نشرت ذلك الجرائد المصرية و غيرها. و إنه لمن المؤسف حقاً أن نجده تحول إلى حالة محورية استقطابية و ذلك لأن كثيراً من الناس لا يعرفون من الشرع شيئاً فيظنون أن ما يقوله هو الشرع و لذلك تراهم مشدودين و مشدوهين و قد شخصت أبصارهم إليه ما بين باكٍ و متأثر نظراً لإسلوبه العاطفي فهم في ذلك كآكل السم في الدسم. و يبقى عتبنا الكبير و لومنا الشديد على الذين يُسَوِّقون له و يعلمون علم اليقين ما هي بضاعته و ما ذلك إلا من أجل الإستقطاب الحزبي أو لتلميع صورة اصابها الخواء. و من أراد أن يدرك حقيقة ما نقول فليراجع هذا الكتاب بإنصاف فإننا و الله ما قصدنا إلا نصحه ليرتدع و نصح الناس لئلا يقعوا في مثل ما وقع فيه " عمرو خالد ". ] و قد وثَّقنا هذا الكتاب بدقة من حيث المصادر و استقاء المعلومات و لم نعتمد على القيل و القال بل نقلنا نصوصه بحرفيتها بما فيها من الأخطاء في النحو و اللغة. هذا و قد استوقفنا عدة ملاحظات محيرة: أولاً: لا ندري لماذا لا يقدم نفسه للجمهور باسمه الحقيقي بل يقدم نفسه باسم مستعار و هو قال ذلك على القناة المسماة " إقرأ " في رمضان الماضي 1422 . ثانياً: زيادة على ذلك قدَّم نفسه لمراسل ( الرأي العام ) فقال اسمي الكامل عمرو محمود حلمي خالد و أما في كتابه المسمى ( عبادات المؤمن ) فقدم نفسه باسم عمرو محمد حلمي خالد. ثالثاً: هو كثير اللحن باللغة العربية بطريقة ملفتة للنظر و لا نعني اللغة العامية بل نعني عندما يحرص على الكلام بالعربية حيث إنه لا يوجد عنده ضبط نحوي أو لغوي للنصوص. رابعاً: في كتابيه المسميين " عبادات المؤمن " و " أخلاق المؤمن " التزم تخريج الأحاديث و أهمل الكثير منها مع أن التخريج فيه أخطاء و أوهام حَدّث عنها و لا حرج. فكيف يُسكت عن الرد عليه كثير ممن اطلع على الكتابين لا ندري و الله أعلم. خامساً: في مقابلة أجرتها معه مجلة " سيدتي " لمّا سألته أين تعلم؟ رد بأنه تعلم في الخارج بينما في ترجمته على الغلاف الأخير في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " يذكر أن دراسته كانت في مصر و في المقابلة قال في الخارج فما المخارج ما بين مصر و الخارج؟؟؟ سادساً: من المعلوم أن من ارتجل الكلام تكثر أخطاؤه عادة أكثر من الذي يكتب في التأليف لأن المؤلف يتأنى و يحقق و يستشير و يوثق من أجل أن يتلافى الهفوات و لكننا من خلال الإطلاع على الكتاب المسمى " عبادات المؤمن " و الكتاب المسمى " أخلاق المؤمن " نقول إن هذا الرجل إما أنه ألف و لم يراجع الكتاب و لو لمرة واحدة أو أنه لو راجع ألف مرة فلن يقف على شىء لأنه ما عنده ضوابط شرعية و لغوية و ... أو أنه يستخف بالقراء فيظن أن كلامه سينزل على قلوبهم منزلة التنزيل فلا يراجع أو يتعقب. أخيراً: نصيحتنا لكل مسلم يتوخى الحقيقة أن لا يتسرع في تسليم قلبه و عواطفه لأي كان فعليه أن يتعقل و أن لا يأخذ الشرع إلا من الثقات الذين يوثق بعلمهم و دينهم و أمانتهم فقد ثبت عن الإمام المجتهد محمد ابن سيرين أنه قال:" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " رواه مسلم في مقدمة صحيحه. و قد قسَّم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الناس إلى ثلاثة أقسام: " عالم رباني، و متعلم على سبيل نجاة، و همج رعاع أتباع كل ناعق " فإن لم يسعك أن تكون عالماً ربانياً فانجُ بنفسك بالعلم قبل أن يفجأك الموت و لا تكن كالهمج الرعاع الذين يتبعون كل ناعق يهرف بما لا يعرف. و لا تظنن أخي القارئ أن هذا الكتاب هو غيبة محرمة أو أنه يضعف وحدة المسلمين على ما جرت به بعض الألسنة بل هذا الكلام من باب التحذير الواجب حيث السكوت عليه يعرضنا لسخط الله و غضبه و إنما الذي يضعف الوحدة بين المسلمين السكوت عن مثل هذه الإختراقات التي تضرب بنيان وحدتنا من الأساس، فقد روى البيهقي أن الني صلى الله عليه و سلم قال:" حتى متى ترٍعُون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه ليحذره الناس " (1) لذا فإن سكت غيرنا فإننا لن نسكت بإذن الله و حسبنا الله و نعم الوكيل.

عدم إحترام عمرو خالد للأنبياء عليهم السلام

قال عمرو خالد في برنامج " ليالي رمضان " في 28 رمضان 1442 إن موسى نبي الله استسقى فقال الله له اضرب بعصاك الحجر فقال يا رب أنا أريد المطر فقال الله يا موسى خلِّ عندك ثقة.
الرد:
إن لم يكن عند
الأنبياء ثقة بالله و بوعده سبحانه فمن يكون عنده الثقة بالله على زعمك يا عمرو خالد، حاشا لنبي من أنبياء الله أن ينطق بمثل هذا الكلام المفترى، و تنزه الله عما افتراه عمرو.

عدم إحترام عمرو خالد للأنبياء عليهم السلام-2

و يقول في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " ص (89):" رُوي أن الله أوحى إلى داود عليه السلام: يا داود إن لي عباداً أحبهم و يحبوني و أشتاق إليهم و يشتاقون إلي إن قلدتهم يا داود أحببتك" ا هـ الخ... و قال في الكتاب نفسه صحيفة (164):" ابتلى الله تعالى سيدنا أيوب عليه السلام في جسمه حتى لم يبق إلا قلبه و لسانه يذكر بهما الله تعالى" ا هـ.
الرد:
إن هذا الكلام من حيث السند لا أصل له و موضوع و مكذوب، أما من حيث المتن فهو مرفوض جملة و تفصيلاً فبزعمه أن الله يخبر عن عباد هم بالطبع غير داود يحبون الله و الله يحبهم و قال اشتاق إليهم و يشتاقون إلي ثم يقول لداود بزعمه إن قلدتهم يا داود أحببتك، فعلى زعمه ان الله لم يكن يحب داود و هذا ضلال لأن أنبياء الله هم احب الخلق إليه و هم أفضل الخلق قاطبة لقوله تعالى: { وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)} [ سورة الأنعام] و مفهوم الكلام أن الله يدعو سيدنا داود لتقليدهم فمن يقلد من؟ أليست العامة يقلدون الأنبياء ، سبحان الله أليس التشريع يأتي بواسطة الأنبياء.
و أما ذكره عن ايوب فهو من الإسرائيليات التي لا صحة لها نعم هو مَرِضَ و لكن ليس إلى هذا الحد فإنَّ هذا منفّر. و الأمراض المنفرة مستحيلة على الأنبياء كما قرر علماء الأصول، و غنما يذكر مثل هذا عن نبي الله أيوب هؤلاء الذين ينسبون إليه أن الدود صار يخرج من جسده
و العياذ بالله، و مثل هذا لم يحصل و هو من الدس الذي لا يليق بنبي من
أنبياء الله تعالى. ثم إنَّ دأب عمرو خالد غالباً ما إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسرع في الصلاة عليه و كأنه يقول من شدة السرعة ( صلسلم) بدل ( صلى الله عليه و سلم) و هذا ليس من دأب الداعية الحق الذي يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم بل الداعية الحق يصلي عليه بلفظ سليم مع مخارج حروف سليمة و تأنٍ واضح.

عمرو خالد يرى أن اليهود ليسوا أعداءنا في الدين

يقول عمرو خالد في شريط مسجل: اليهود ليسوا أعداءنا في الدين بل هم اعداؤنا بسبب انهم اغتصبو أرضنا.
الرد:
سنكتفي بالرد على مثل هذا الفساد و الضلال بقوله تعالى:{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ (82)} [
سورة المائدة] و لما نزلت الآية لم يكن اليهود مغتصبين لأرض المسلمين فما قولك يا عمرو...؟ ألا ترجع قبل فوات الأوان.
و قد نَسَبَ إلى عمر بن عبد العزيز بأنه لما فاض المال أمر بأن تدفع زكاة المال لليهود لقضاء ديونهم و هذا افتراء.
و نَسب عمرو خالد إلى سيدنا عمر بن الخطاب بأنه رأى يهودياً فقيراً يتسول فأمر بأن يُعطى من بيت المال و التفصيل في موضع ءاخر على هاتين القصتين من هذا الكتاب.

عمرو خالد يفتري على خالد بن الوليد

قال في شريط المدينة الرياضية- بيروت يوم الأثنين 11/3/2002 : " خالد بن الوليد قَتل مجموعة كانوا يستعدون للحرب من الكفار أول ما وصل إليهم و حطوا السيوف و تمكن منهم قالوا لا إله إلا الله فقال الرسول:" اللهم إني بريء مما صنع خالد" ا هـ.
الرد:
إن هذا الكلام افتراء صريح على الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه فلقد روى البخاري في صحيحه عن سالم عن ابيه قال: بعث الرسول صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم و يأسر و دفع إلى كل رجل منهم أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت و الله لا أقتل أسيري و لا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه و سلم فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين.
و نقول: إن ما رواه ( عمرو خالد ) هو تحريف للحديث الصحيح فإن خالداً إنما قتلهم لأنه لم يفهم من قولهم صبأنا أنهم أسلموا.
ثم اعلم أن الحافظ ابن حجر شارح البخاري قال في الجزء 8 صحيفة (75): " قال الخطابي يحتمل أن يكون خالد نقم عليهم العدول عن لفظ الإسلام لأنه فهم منهم أن ذلك وقع منهم على سبيل الأنفة و لم ينقادوا إلى الدين فقتلهم متأولاً قولهم" اهـ، و قال في شرح الحديث جزء 13 صحيفة (182): " قال الخطابي: الحكمة في تبرئِهِ صلى الله عليه و سلم من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً أن يُعرف أنه لم يأذن له في ذلك خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه و لينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله اهـ، ثم قال ابن حجر:" و الذي يظهر ان التبرؤ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله و لا إلزامه الغرامة فإن المخطئ مرفوع و إن كان فعله ليس بمحمود" اهـ.
و أخيراً: نسأل عمرو خالد من أين جاء بقوله إن خالداً قتل عشرين شخصاً قالوا لا إله إلا الله.

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي

و في شريط المدينة الرياضية في بيروت قال عمرو خالد:" و يصل لكنيسة القيامة لما فتح دخل عمر بن الخطاب إلى المقدس قيل له صلِّ يا أمير المؤمنين فيقول: لا أصلي ههنا أبداً أخشى أن ياتي يوم يقول الناس هنا صلى عمر فتهدم الكنيسة و يقام مكانها مسجد و لكن دعوا الكنيسة كما هي و لنبن نحن المسجد في مكان ءاخر" اهـ.
الرد:
font >نقول إن هذا الكلام لا صحة له بل الجواب الصحيح ما رواه البخاري في صحيحه قال: و قال عمر رضي الله عنه " إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها و الصور". فهل تصدقك أم نصدق ما رواه البخاري؟ و الصلاة في الكنيسة غير محرمة إذا توفرت شروط صحة
الصلاة بل الصحيح الثابت المشهور في كتب الحديث و السير أن عمر رضي الله عنه أبى تلبية دعوتهم إلى الطعام في الكنيسة لأن الكنيسة فيها تماثيل فقال: إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -2

و قال عمرو في الشريط نفسه:" أضرب لكم مثل عجيب في حرية العقيدة، ماشي في الطريق فوجد رجلاً يهودياً يتسول شيخ عجوز فقال له عمر لم تتسول يا شيخ نأخذها منك و أنت شاب و نضيعك و أنت شيخ لا و الله، من اليوم اكتبوا إلى الخزانة و بيت مال المسلمين من كان ضعيفاً أو عجوزاً من اليهود و النصارى فلينفق عليه من بيت مال المسلمين" اهـ.
الرد:
أولاً: هذا الكلام لا صحة له على الإطلاق و عليه أن يُثبت لنا المصادر و حضارتنا العربية الإسلامية غنية عن الروايات المختلقة.
ثانياً: أين حرية العقيدة في هذا النص لأنه معلوم أساساً أن الإسلام لا يُكْرِهُ اليهود و النصارى على الدخول بالإسلام بعد دخولهم في ذمة المسلمين و هذا معنى قوله تعالى: { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256)} [ سورة البقرة ] و الأحاديث الصحيحة ظاهرة كالشمس ثم متابعة الصحابة بعد موت الرسول صلى الله عليه و سلم و وقائع كثيرة مشهورة متواترة أي لا يجوز أن نُكرِهَهم على الدخول في الإسلام بعد العهود و المواثيق و بعد أن صاروا من أهل الذمة.
وانظر كم غلطًا نحويًا له في هذه الكلمات القليلة.

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -3

-وقال في الشريط نفسه: قال عمر بن عبد العزيز جهزوا الجيوش من الزكاة وسدوا منها ديون اليهود والنصارى ويُقض عن اليهود والنصارى الديون، ثم قال عمرو : ويبقى مال كثير من الزكاة لأنه لم يبق فقير ولا محتاج فقال عمر: " اشتروا بهذا المال حبوباً ، اشتروا به قمح وانثروه على رؤوس الجبال كي تأكل الطيور من خير المسلمين " اهـ.
الرد:
لقد عمَّ الخير والعدل أيام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأما ما يروى من كلام حول إنفاق الزكاة في غير وجوهها فهذا غير صحيح على الإطلاق وموارد صرف الزكاة الثمانية معروفة في القرءان الكريم فمسائل الفقه لا نأخذها من كتب التاريخ التي فيها الغث والسمين بلا تحقيق بل من مصادرها الأساسية ولم ينصّ أحد من الأئمة الأربعة أو غيرهم على مثل هذا ولم يثبت عن عمر بن عبد العزيز الذي هو إمام مجتهد مجدد القرن الأول الهجري انه قال هذه المقالة.
والمقرر أنه لا يجوز إيفاء مجرد أي دين من ديون المسلمين بمال الزكاة بل لا بد ان يكون المدين مستوفياً لشروط الغارمين المقررة في كتب الفقه الإسلامي والمقرر كذلك في الشرع الإسلامي أن أهل الذمة إذا احتاج احدهم للنفقة والكسوة ولم يكن له مال ولا من ينفق عليه من أهله ينفق من بيت مال المسلمين عليه من غير الزكاة فمن باب أولى أن لا تُوفى بأموال الزكاة ديون غير المسلمين أو تنفق لإطعام الطيور على رءوس الجبال.

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -4

وقال عمرو خالد في شريط المدينة الرياضية –بيروت: حصل سباق بين قبطي وابن عمرو بن العاص فسبقه القبطي فغضب ابن عمرو فأخرج السوط وضرب القبطي على رأسه وقال أنا ابن الأكرمين فذهب القبطي إلى المدينة من مصر ليشتكي لعمر بن الخطاب وقال انظر ضربني ابن عمرو بن العاص وقال أنا ابن الأكرمين فغضب عمر بن الخطاب وأرسل عمرو بن العاص.
أن تعال أنت وابنك فجاءا إليه فأخرج عمر بن الخطاب السوط وأعطاه إلى القبطي وقال اضربه كما ضربك فضربه القبطي ، شايف الرحمة شايف المساواة شايف العدل، وقال له عمر : " اضرب أيضاً صلعة عمرو بن العاص ، فقال القبطي فكيف أضربه وهو لم يضربني فقال عمر بن الخطاب : " إنما ضربك بسلطان أبيه "، وقال عمر بن الخطاب الكلمة العظيمة الشهيرة : " متى استعبدتم الناس ولقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
الرد:
هنا ليس على عمرو خالد فحسب بل على كثير من أهل العصر الذين يروون هذه الرواية التي أصلها غير ثابت وإن كان مروياً في كتب عدة . ثم إن عمرو خالد قد زاد فيها وتقوَّل . وهل يُقبل أن يأمر الإمام العادل عمر بن الخطاب ذلك القبطي أن يضرب أميراً له على مصر أعني عمرو بن العاص وذلك لأن الولد بزعمهم استغل سلطة أبيه وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (146)} [سورة الأنعام ] فما ذنب أبيه إن استغل سلطته كما يزعمون وهو لا علم له بذلك والله يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (146)} ولقد ءان الأوان للخطباء والمحاضرين والمشايخ أن يراجعوا أصول القصة لا أن يتلقفوا كل ما هو مكتوب في الكتب من غير تمحيص ولا تدقيق ولا نظر في الإسناد ولا تحقيق.

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -5

-وقال في الحلقة الثالثة عن سيّدنا أبي بكر لما تكلم عمرو عن حروب الردة بأن كل العرب ارتدوا عن الإسلام إلا مكة والمدينة وأن اهل مكة ارادوا الردة لكن سهيل بن عمرو كلمهم فثبتوا على الإسلام.
الرد:
إن هذا الكلام مجرد هراء ويدل على عدم معرفة الرجل بالتاريخ الإسلامي أو انه يتتبع الأخبار الموضوعة والمكذوبة مستغلاً جهل الناس بالدين والتاريخ والحديث والفقه والاعتقاد ليبهر أنظار الناس بأخبار لم يسبق إليها كما هو الحال ، وليس أهل مكة والمدينة هم الذين ثبتوا على الإسلام فقط . ولا يعني ذلك إنكار موقف سهيل بن عمرو بل موقفه في ذلك الحدث مشهور ولكن مع بعض أهل مكة الذين رُوي أنهم هموا بالردة وليس كل أهل مكة فليعلم هذا.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها

قال في المدينة الرياضية في بيروت بتاريخ 11/3/2002 عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للصحابة : " بلغني أن الله يباهي بكم الآن الملائكة" .
الرد:
هذا كلام لا أصل له البتة ونتحداه أن يثبت السند.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -2

وفي المناسبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجيش : " لا تقتلوا شيخاً ولا تقتلوا امرأة ولا تقطعوا شجراً ، وقال : ستجدون رهباناً تفرغوا للعبادة في الكنائس فلا تقربوهم لا تحرقوا زرعاً لا تروعوهم " ا هـ.
الرد:
من أين لعمرو خالد هذا الحديث وأين صحة سنده وقد كان عليه أن لا يتملق للنصارى بالأحاديث المكذوبة بل كان عليه أن يبين الأحكام التي وردت في الكتاب والسنة ومثل هذه الأحكام لا تخفى على المسلمين ولا تخفى على الكثير من غير المسلمين لأن الثقافة الإسلامية شائعة ولا يستطيع أن يحجر عليها أحد ولسنا بحاجة للروايات المكذوبة لإثبات إنصاف المسلمين وعدلهم فالنصوص الصحيحة طافحة بذلك.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -3

ويقول في المناسبة نفسها : " الناس والبشرية تنادي أين ربنا ليحاسبنا"
الرد:
هذا كلام لا أصل له ولا دليل عليه فمن أين أتيت به يا عمرو ولا عجب فإن من تصدر للتدريس والإفتاء وهو ليس من أهل العلم لا يستغرب صدور مثل هذا منه.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -4

-ويقول في شريط المدينة الرياضية – بيروت : " كل البشرية تذهب إلى ءادم ليشفع لها عند ربهم فيقول نفسي نفسي وكذلك عند نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ليشفع لهم فيقول الناس الكافر والمسلم : من يشفع لنا عند ربنا ليبدأ الحساب " فيقول الأنبياء نفسي نفسي وعندما يذهبون لمحمد يقول : " يا رب اشفع فيّ أن يبدأ الحساب " ، فيبدأ الحساب كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم " ا هــ.
الرد:
من أين جاء عمرو خالد بعبارة " ليبدأ الحساب" فإن هذه العبارة لا أساس لها ولا أصل لها في حديث الشفاعة ولا في غيره، وإنما الشفاعة التي وردت في الحديث في هذا الموقف هي الشفاعة للمؤمنين خاصة من حر الشمس في ذلك اليوم. ثم ألا يعلم عمرو خالد أنه ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا هلك ، روى البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من نوقِشَ الحساب عُذِّب" (1) ".. قالت : أليس يقول الله تعالى : (فسوف يُحاسب حِساباً يسيراً) "سورة الإنشقاق" قال : " ذلك العرض" . وروى بسنده عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك" فقلت : يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8)} [ سورة الانشقاق ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ذلك العرض وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب". أما الانبياء والأولياء فإنهم يحاسبون حسابا يسيرا وذلك لإظهار فضلهم كأن يقال للنبي هل بلغت الرسالة ونحو ذلك وفي ذلك سرور له لا تكدير فيه بل فيه اظهار لشرفه وفضله.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -5

ثم يقول عمرو خالد في كتابه المسمى " أخلاق المؤمن" ص 27: " يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم وإنما الصبر بالتصبر" اهـ. ويدعي عمرو أن ابن حجر رواه في فتح الباري _1/161)
الرد:
لا يوجد في فتح الباري من الحديث الا الفقرة الاولى : " إنما العلم بالتعلم "

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -6

ويقول عمرو خالد في ص 33 في المصدر نفسه عن حديث : " لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك " قال : رواه أبو داود في الحديث 3562
الرد:
الحديث غير موجود في هذا الموضع إنما تحت رقم 1498.


عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -7

وقال في ص 54 في المصدر نفسه : "يقول النبي صلى الله عليه وسلم للجيش أثناء خروجه في غزوة مؤتة : انطلقوا باسم الله على ملة رسول الله لا تقتلوا شيخاً فانياً لا تقتلوا امرأة لا تقتلوا صغيراً رضيغاً لا تهدموا بناءً لا تحرقوا شجراً لا تقطعوا نخلاً وأحسنوا" اهـ رواه ابو داود في ( الحديث 2614)
الرد:
لم يرد هذا الحديث بهذا النص عند أبي داود وقد زاد فيه عمرو : " لا تهدموا بناءً لا تحرقوا شجراً لا تقطعوا نخلاً". وفي أبي داود : " ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصحلوا".

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -8

-ذكر عمرو حديثاً طويلا في المصدر نفسه ص 67—68 ثم قال : " رواه الإمام أحمد في 6/242"
الرد:
الحديث غير موجود في الموضع المشار إليه.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -9

وقد ذكر حديثاً طويلاً في المصدر نفسه ص 166-167 عزاه إلى القرطبي في تفسيره 8/49.
الرد:
الحديث ليس له صحة ولا يحتج به ، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة 3/363: " فيه من لم يسم " . ثم في أصل هذا الحديث الطويل " ومن لقيَ أبا بَختري فلا يقتله " بفتح الباء وليس كما نقلها عمرو بضم الباء.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -10

يقول عمرو في المصدر نفسه ص 221 : " كان هناك طفل صغير في المدينة اسمه عُمير كان دائما معه عصفور يلعب به ، النبي صلّى لله عليه وسلّم سمى هذا العصفور النُغير فكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما رأى عميراً يبكي فقال : ما يبكيك يا عمير " قال يا رسول الله لقد مات النُغير فجلس النبي صلى الله عليه وسلم يلاعبه فمر الصحابة فوجدوا النبي يلاعب عُميراً ، فنظر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " مات النُغير فأردت أن ألاعب العمير " اهـ. يقول عمرو : رواه البخاري في "6203" وأحمد في (3) /115/119.
الرد:
: هذه الرواية بهذا اللفظ لا وجود لها في البخاري ولا أحمد والذي في البخاري عن أنس : وكان لي أخ يقال له أبو عُمير قال أحسبه فطيماً وكان إذا جاء قال : " يا أبا عُمير ما فعل النُغير" ، ثم إن الحافظ ابن حجر استعرض الروايات ولم يذكر هذه الرواية بهذا اللفظ.

عمرو خالد يدعو إلى الإلحاد والكفر صراحة

قال في المدينة الرياضية في بيروت بتاريخ 11/3/2002 وباللهجة المصرية : " الإسلام وحرية العقيدة : تعبد اللي أنت عايز " اهـ .
ثم قال بعد ذلك : " الصحابة كفلوا حرية العقيدة " اهـ .
الرد:
هذا الكلام تكذيب صريح للقرءان الكريم {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ (2)} [ سورة هود] وغيرها من الآيات التي تأمر بعبادة الله وحده وإذا كان الأمر كما يزعم إذا فلمَ أرسل الله الأنبياء والمرسلين ، بل إن دعوة عمرو خالد تعطيل للشرائع والأحكام. حتى إن امرأة في بيروت دُعيت لأن تتعلم الشرع والفقه في الدين فأجابت لقد قال ( الداعية عمرو خالد) ( الانسان يعبد اللي هوَّا عايزه) فأنا لا أريد أن أكون مسلمة ، فانظر إلى هذا الوبال الذي حصل بسببه .

عمرو خالد يزعم أن الأتقياء يحسدون العصاة على معاصيهم يوم القيامة

عمرو خالد يزعم أن الأتقياء يحسدون العصاة على معاصيهم يوم القيامة قال عمرو خالد في المحاضرة المسماة التوبة : " ان الذنب يمحى ويكتب مكانه حسنة حتى إن الطائعين يوم القيامة يحسدون العصاة من كثرة الذنوب التي انقلبت حسنات" ، ثم قال عن العاصي الذي تاب: " كل الصلوات التي تركها انقلبت حسنات والمال الحرام الذي أكله انقلب حسنات" .
الرد:
الحقيقة لم نسمع قبلُ بمثل هذا التجرؤ على الحرام بل وتجرئة الناس على الحرام وكأنه يسوق الناس سوقا إلى
المعاصي ولو كان الأمر كما يقول هذا المسمى " داعية" فلأي شئ مدح الرسول الشاب الذي نشأ في طاعة الله وقال إنه يكون يوم القيامة في ظل العرش . وإنما الذي ورد في التائب أنه يكون كمن لا ذنب له كما صَحَّ : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " رواه ابن ماجه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
وأما أن ذنوبه تنقلب حسنات فلم يجئ هذا في القرءان ولا السنة ولا في أقوال الأئمة إنما هذا من تخيلات عمرو خالد ووسوسات الشيطان وشتان ما بين أحكام الدين ووسوسات الشيطان .
وأما قوله تعالى : {فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ (70)} فليس معناه أن السيئات تنقلب حسنات بل معنى الآية أن الكافر الأصلي إذا أسلم غفرت له معاصيه مع كفره الذي كان عليه ثم إذا عمل حسنات يسجل له مكان السيئات حسنات جديدة وليس معناه أن كفره معاصيه انقلبت حسنات .

عمرو خالد يتخبط في حكم النظرة المحرمة

في الشريط المسمى شريط ( التوبة) المسجل في شركة تسمى " شركة النور" يعد النظرة المحرمة من الكبائر ثم بعد ذلك يعدها من الصغائر .
الرد:
إن هذا التخبط لا يدل على دراية للرجل بل وَهْمٌ واختلاط والصحيح أن النظرة المحرمة هي من الصغائر ولا تصل الى حد الكبيرة ك
الزنا و شرب الخمر وقتل النفس وهذا الأمر معلوم من الدين بالضرورة وهو محل إجماع أي أنها محرمة لكنها من الصغائر

يزعم عمرو خالد أن السهو المذموم في القرءان هو الصلاة في ءاخر الوقت

- قال عمرو خالد في شريط مسمى ( التوبة) : " إن السهو الذي ذمه القرءان هو الذي يصلي الظهر قبل العصر والعصر قبل المغرب بوقت قليل " .
الرد:
إن تفسير عمرو خالد للآية: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ(4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ(5)} [ سورة الماعون] بزعمه ان المراد تأخير الصلاة إلى ءاخر الوقت تفسير باطل لم يُسبق إليه وقد صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ(4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ(5)} أنهم هم الذين يتعمدون ترك الصلاة حتى يخرج وقتها ويدخل وقت الصلاة الأخرى اهـ .
وأما الذي يصلي في ءاخر الوقت بحيث تكون صلاته ضمن الوقت فليس عليه معصية كيف وقد جاء في سنن أبي داود وغيره أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلى الظهر يومًا في ءاخر وقته بحيث بعدما سلم دخل وقت العصر فأحكام الشريعة في وادٍ وأقوال عمرو خالد في وادٍ ءاخر .

عمرو خالد يزعم أن من نام عن صلاة الفجر ارتكب كبيرة

قال في شريطه المسمى ( التوبة) : " ان الذي لا يستيقظ ليصلي الفجر يكون فعله هذا كبيرة" .
ويقول في كتابه المسمى " عبادات المؤمن" صحيفة (17) : " وليس اللوم على من يأخذ بالأسباب كأن يضبط المنبّه ثم تفوته الصلاة لأنه رفع القلم عن ثلاث منهم النائم حتى يستيقظ إنما اللوم على الذي لا يأخذ بالأسباب فلا يضبط (المنبّه) ولا يطلب من أحد أن يوقظه"اهـ .
الرد:
على زعمك يا عمرو إذا كان المسلم فرض عليه أن يربط المنبه أو أن يوكل شخصًا بإيقاظه فما معنى أنه رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ .
وماذا تقول يا عمرو في الحديث الذي رواه البخاري عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : "ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من أخر الصلاة حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى " فالحاصل أن الذي نام قبل الوقت واستغرق كل وقت الصلاة في النوم فلم يستيقظ ليصليها ليس عليه ذنب إنما الإثم على من استيقظ ثم نام ولم يصل ، ثم إن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يقـيّد فلم يقل ليس في النوم مع المنبه أو مع التوكيل تفريط فمن أين أتيت بهذا القيد . كيف وقد شكت امرأة زوجها الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت إنه لا يصلي الصبح إلا بعد طلوع الشمس فـَعَذره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يقل له يجب عليك أن توكل من يوقظك فمن أين أتيت بشرطك الفاسد هذا يا عمرو خالد ، أولم تعلم بأن محرم الحلال كمستحل
الحرام

عمرو خالد يحرم السيجارة مطلقا

في شريط له بعنوان ( حب العبد لله) يقول: " ان الذي يصر على شرب السيجارة عليه إثم وعليه أن يتوب كلما شرب سيجارة" .
الرد:
إن العلماء لم يحرموا شرب السيجارة على الإطلاق إنما قالوا من كان يضره شرب السيجارة فحرام عليه شربها وأما من لا يضره ذلك فليس حراما في حقه فإذا أضرت كل الأجسام فهي حرام على الكل وإلا فإننا نفصل ولا يجوز قياسها على الخمر فالخمر حرام على من تضره ومن لا تضره وذلك لثبوت النص بتحريمها ، وكذلك تحرم السيجارة على من يشتريها ويـُقـصّرُ بسببها عن النفقة الواجبة .

قال عمرو خالد كل المؤمنين يعبرون الصراط من كل الأديان

قال ذلك في المدينة الرياضية ( بيروت في 11/3/2002)
قال عمرو خالد : " دخول الجنة مرتبط بالنبي ، كل المؤمنين من كل الأديان ، كل عبر الصراط ، كل الذين نجوا عبر الصراط " اهـ .
الرد:
في هذه العبارة ضلالتان خطيرتان لا يتفوه بهما طالب علم صغير فضلا عن العلماء والعقلاء.
الضلالة الأولى : قال كل المؤمنين يعبرون الصراط والصواب أنه ليس كل المؤمنين يعبرون الصراط فالمعلوم أن بعض المؤمنين لا بد وأن يعذبوا في نار جهنم بعد وقوعهم عن الصراط ولا يخلدون في نار جهنم إذ لا يخلد فيها إلا الكافر والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة والإجماع فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن عصاة المؤمنين الذين ماتوا من غير توبة منهم من يغفر الله لهم بفضله ومنهم من يعذبهم بعدله وقد قال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48)} [ سورة النساء] والدليل على صحة ما نقول ما رواه البخاري عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : " يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من الإيمان" . اهـ .
وأما الضلالة الأخرى : فيعتبر أن كل الأديان فيها مؤمنون ففي هذا الكلام خلط وخبط .
فليعلم عمرو وغيره أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء من أولهم ءادم إلى ءاخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام ، فالأنبياء دينهم واحد أي عقيدتهم واحدة فكلهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى أما من حيث الشرائع فشرائعهم مختلفة أي يوجد بعض الإختلاف في مسائل العبادات والمعاملات وغيرها من مسائل الفروع وإنما جاء هذا الإختلاف بسبب إختلاف مصالح العباد بين أمة وأخرى ولذلك يقال شرائع سماوية ولا يقال أديان سماوية إذ أنه لا يصح إطلاق لفظ "مؤمنون" إلا لمن دان بدين واحد الذي هو دين الأنبياء جميعا وهو دين الإسلام فدين الإسلام هو الدين السماوي الوحيد فلو قال المؤمنون هم أتباع الأنبياء ولو إختلفت شرائعهم لما اعترضنا عليه في هذا لأن كل الأنبياء والذين إتبعوهم بإحسان هم مؤمنون حقا لكن لا يقال المؤمنون من الأديان المختلفة لأن الإسلام هو دين جميع الأنبياء.
ألم يقرأ عمرو خالد قوله تعالى : {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19)} [سورة ءال عمران] ألم يسمع بقوله تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [سورة ءال عمران] أما بلغه قوله تعالى عن سيدنا عيسى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)} [سورة ءال عمران] وقول الله تعالى عن سيدنا سليمان :{ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)} [سورة النمل] ، ألم يبلغه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال عن الأنبياء "دينهم واحد" رواه البخاري .
فإن كان بلغه ومع ذلك حرّف أو كان لم يبلغه ومع ذلك تكلم في مثل هذا الأمر الذي هو أصل في الدين بغير علم فهو-في الحالين- غير أهل ليؤخذ منه علم الدين وصدق الجنيد البغدادي رضي الله عنه حيث قال :
فساد كبير عالم مُتـَهَتـّك **** وأعظم منه جاهل مُتـَنـَسّك
هما فتنة في العالمين كبيرة **** لمن بهما في دينه يتمسكُ

عمرو خالد جاهل بما يجوز استعماله في حق الله وما لا يجوز

يقول عمرو خالد في شريط: " الله يسهر الليل ينتظر عبده حتى يتوب" ، ويقول : " الله قاعد ينتظرك حتى تتوب" .
الرد:
قال الله تعالى : {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ(74)} [سورة النحل] وقد أجمعت الأمة أنه
لا يجوز تشبيه الله بخلقه عملا بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(11)} فمن أين لك يا عمرو أن تنسب لله القعود والسهر واللذة وقولك هذا كفر صريح كما قال الإمام الطحاوي: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر" ، وقال الإمام أبو القاسم الجنيد البغدادي : " التوحيد إفراد القديم من المحدَث" معناه أن صفات الله لا تشبه صفات خلقه بأي وجه من الوجوه .

عمرو خالد جاهل بما يجوز استعماله في حق الله وما لا يجوز -2

وقال عمرو خالد في شريط القدس عن المعراج: " طلع يقابل ربنا".
الرد:
من المعلوم أن الرسول لما أسري به نزل قوله تعالى:{ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا(1)} الآية من سورة الإسراء لم يقل لنقابله به وقد أجمعت الأمة على أن
الله موجود بلا مكان ولا يلتفت الى الكتب والروايات الهابطة التي تعارض الشرع لأن الله تعالى موجود بلا مكان وكيف يقول أن الرسول طلع ليقابل الله والمقابلة لا تكون إلا بين جسم وجسم والله سبحانه خلق الأجسام ولا يشبهها ليس جسما ولا موصوفا بصورة ولا هيئة بل ليس كمثله شئ كما وصف نفسه في القرءان فمن اعتقد أن الرسول عرج الى السماء ليقابل الله فقد شبـّه الله بخلقه وجعله مثل الملك القاعد في مكان ويأتي الناس لمقابلته ومن فعل ذلك فقد كفر كما نص على ذلك الإمام الأشعري والنووي وغيرهما كثير فليحذر

عمرو خالد جاهل بما يجوز استعماله في حق الله وما لا يجوز -3

وفي برنامج ليالي رمضان وبالتحديد في الليلة الثامنة والعشرين منه سنة 1422 هـ قال عمرو خالد : " ثم تبدأ تعبده ( أي الله ) ثم تحس به" .
الرد:
الحجم والجسم هو الذي يُحَسُّ وربنا منزه عن أن يكون له حجم لذلك قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم : " إن الله لا يُحسّث ولا يُجسُّ ولا يُمسُّ " كما روى ذلك عنه الحافظ
اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في إتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين بالإسناد المتصل من طريق أهل البيت فكلام عمرو لا يليق بالله تعالى .

عمرو خالد جاهل بما يجوز استعماله في حق الله وما لا يجوز -4

وقال عمرو في محاضرة له بعنوان " التوبة" بثت على قناة الشارقة الفضائية : " إن الله يتلذذ بتوبة العبد" .
الرد:
إن هذا الكلام قبيح بحق الله وقد قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في العقيدة الطحاوية : " ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر" فمن أين أتى عمرو بهذا الوصف القبيح لله تعالى واللذة عبارة عن إنفعال يتصف به المخلوق فكيف يصف الخالق الربّ بصفات المخلوقين المربوبين إنا لله وإنا إليه راجعون .

عمرو خالد جاهل بما يجوز استعماله في حق الله وما لا يجوز -5

يقول عمرو خالد في كتابه المسمى " أخلاق المؤمن" ص114: " واعرض ظروفك جميعها دون كذب ولا تستح والله سيقف بجانبك" اهـ
الرد:
هذا الكلام لا يليق بالله ولايجوز نسبة الوقوف أو القعود أو نحو ذلك لله تعالى لأن فيه نسبة التجسيم والتسبيه لله تعالى بمخلوقاته قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(11)} .ولو قال عمرو خالد فإن الله قد يفتح عليك أو يفرج كربتك او ما شابه من الالفاظ الشرعية لكن أحسن .وأما هذه الألفاظ التي لا يستعملها في حق الله إلا السوقة الجاهلين بأصول العقيدة فلا يجوز أن تستعمل في مثل هذه المواضع قال تعالى: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ(74)} [سورة النحل] .

عمرو خالد جاهل بما يجوز استعماله في حق الله وما لا يجوز -6

وقال عمرو خالد في كتابه المسمى " أخلاق المؤمن" ص176: " لا يستطيع أن يرى نفسه مهانة أمام الله" اهـ ثم كررها عمرو في موضع ءاخر .
الرد:
هذه من تعبيرات بعض العصريين ‏الجهال بعلم الدين ولا يجوز أن ‏ينسب لله الأمام ولا الوراء ولا جهة ‏فوق ولا تحت لأنه منزه عن الجهة ‏قال أبو جعفر الطحاوي: ((تعالى عن ‏الحدود والغايات والأركان ‏والأعضاء والأدوات لا تحويه ‏الجهات الست كسائر المبتدعات)) ‏‏(أي المخلوقات) اهـ. وقال: ((ومن ‏وصف الله بمعنى من معاني ‏البشرفقد كفر)) اهـ.‏

عمرو خالد جاهل بما يجوز استعماله في حق الله وما لا يجوز -7

ـ وقال عمرو في كتابه (أخلاق ‏المؤمن) ص192: ((يقوللك: ‏عبدي ما غرك بي عبدي أظننت ‏أنك ستقابلني أم نسيت ذلك اليوم . . ‏‏.)) اهـ.‏
الرد:
أوَّلا: هذا الكلام كذب على الله ولا ‏يجوز أن يتقول متقول على الله بما ‏لم يقل فمن أين أتيت به يا عمرو.‏
ثانيًا: لا يجوز استعمال المقابلة لله ‏تعالى فالمقابلة لا تكون إلا بين ‏الأجسام والله تنزه عن الجسمية ‏ومشابهة الأجسام.‏

يزعم عمرو خالد أن ملابس تارك ‏الصلاة تلعنه واللقمة التي يأكلها-1


قال عمرو خالد في كتابه المسمى ‏‏((عبادات المؤمن)) صحيفة (21): ‏‏((بل إن ملابس تارك الصلاة تلعنه ‏تخيل تقول أخزاك الله لولا أن الله ‏سخرني لك لفررت منك وتلعنه حتى ‏اللقمة التي يأكلها تقول لعنك الله ‏أتأكل من رزق الله ولا تؤدي ‏فريضته)) اهـ.‏
الرد:
: ألا يكفي ما ورد في النصوص ‏الشرعية عن حكم تارك الصلاة ‏وهي واضحة لا لبس فيها فلماذا ‏التنطع والمزايدة على النصوص ‏والإتيان بمثل هذا الكلام من ‏القصص الاسرائيليات أو بعض ‏الكتب المليئة بالخرافات.
كيف تنقل يا عمرو خالد كلامًا ‏يخالف الشرع كمثل هذا الكلام الذي ‏ليس له مستند ولا دليل، لا تكن ‏كحاطب ليل حيث يحمل مع الحطب ‏عقربًا أو حية من حيث لا يشعر.‏

يزعم عمرو خالد أن ملابس تارك ‏الصلاة تلعنه واللقمة التي يأكلها -2

يقول عمرو خالد في كتابه المسمى ‏‏((عبادات المؤمن)) صحيفة (28): ‏‏((وقيمة الصلاة أنها السبيل الأساسي ‏لتعرفنا بالله عز وجل فبدون الصلاة ‏لا نستطيع أن نتعرف على الله تعالى ‏فإنت اذا كنت لا تصلي فمعنى ذلك ‏لم تعرف ربك سبحانه وتعالى)) اهـ
الرد:
هذا الكلام هو عكس الحقيقة ‏تمامًا، يقول أبو حامد الغزالي رحمه ‏الله: ((لا تصح العبادة إلا بعد معرفة ‏المعبود)) فمن نصدق الغزالي أم ‏عمرو خالد، واعلم أن معرفة الله ‏تعالى لا تكون من خلال الصلاة بل ‏الصلاة لا تصح إلا بعد معرفة الله ‏كما ورد في الكتاب والسنة وما ‏أجمع عليه أهل الحق في اتباع ‏العقيدة الحقة فمعرفة الله وصفاته ‏وأن الله واحد لا شريك ولا شبيه له ‏لا يحويه مكان ولا يجري عليه ‏زمان وأنه الأول بلا بداية والآخر ‏بلا نهاية وسائر الكلام عن الذات ‏والصفات والقدر وغير ذلك مما ‏تجب معرفه على كل مكلف كل هذا ‏لا يتحصل من الصلاة فالصلاة فرع ‏ومعرفة الله أصل وكيف يتحصل ‏أصل من فرع فالعبادات فروع ‏والعقائد أصول ولذلك قال الشافعي ‏‏((أحكمنا هذا قبل ذاك)) أي أحكمنا ‏علم أصول العقيدة قبل علم الفروع.‏ ثم ألم تعلم يا عمرو أن الأنبياء لم ‏يدعوا الكفار ابتداءً إلى الصلاة بل ‏دعوهم إلى الإيمان إلى معرفة الله ‏وأقاموا لهم البراهين والحجج ‏القاطعة من طريق المعجزات وأدلة ‏العقل ولم يقولوا لهم صلوا لتعرفوا ‏الله تعالى ثم لو قاموا بصورة ‏الصلاة قبل أن يعرفوا الله لما ‏صحت منهم ولَمَا عرفوا الله كحال ‏كثير ممن يدَّعون الإسلام ‏ويحافظون على صورة الصلاة وهم ‏يعتقدون بالله العقائد القبيحة كاعتقاد ‏أنه جسم قاعد فوق العرش أو ‏منفصل عنه في جهة فوق أو تحت ‏أو اعتقاد أن الله حال في الأجساد أو ‏في كل مكان.‏
ومعنى قولك ((فإذا كنت لا تصلي)) ‏فمعنى ذلك ((أنك لم تعرف ربك)) أن ‏الإنسان لا يعرف الله إلا إذا صلى ‏وأنه لا يكون مؤمنًا حتى يصلي، ‏ويكفي لرد هذه الفرية على الدين ما ‏رواه البخاري وغيره عن الرجل ‏الذي كان مشركًا ثم قال لرسول الله ‏صلى الله عليه وسلم قبل المعركة ‏أُسلِمُ أم أقاتِلُ فقال: ((أسلم ثم قاتل)) ‏فأسلم فقاتل فقتل فقال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم: ((عمل قليلاً ‏وأُجر كثيرًا)) اهـ، فهذا الرجل لم ‏يصل ركعة واحدة فهل يزعم عمرو ‏خالد أنه لم يعرف الله وأنه كان ‏كافرًا، نعم تارك الصلاة كسلاً ‏مرتكب لذنب من كبائر الذنوب بلا ‏شك.‏

عمرو خالد جاهل بالتفسير

قال عمرو خالد في كتابه المسمى ‏‏((عبادات المؤمن)) صحيفة (40): ‏‏((واعلم أن الله أمرنا بإقامة الصلاة لا ‏بمجرد الصلاة فقال: (وأقيموا ‏الصلاة) ولم يقل صلوا وشتان بين ‏هذه وتلك فمعنى أقيموا أي أتموا ‏وأحسنوا وفي اللغة العربية أقام ‏البيت أي حسنه وأتمه وجمله ولم ‏تُذكر صلى بمعنى الأداء فقط إلا في ‏موضوع واحد وهو موضع ذم في ‏سورة الماعون: {فويل للمصلين} ‏‏{الذين هم عن صلاتهم ساهون} ‏‏[4،5/سورة الماعون] فلم يقل ‏سبحانه فويل للمقيمي الصلاة أو ‏للمقيمين الصلاة إذ لو كانوا مقيميها ‏حقًا لما سهوا عنها أبدًا)).‏
الرد:
في هذا الكلام عدة أخطاء:‏
الخطأ الأول: في زعمه أن مجرد ‏الأمر بالصلاة ليس معناه تحسينها ‏وإتمامها، كيف وقد قال النبي عليه ‏الصلاة والسلام: ((صلوا كما ‏رأيتموني أصلي)) ولم يقل أقيموا ‏الصلاة كما رأيتموني أقيم الصلاة ‏فهل يزعم أن الرسول لم يرد منا ‏بذلك إتمامها والإتيان بها على ‏وجهها، أَوَليس الرسول يرشدنا إلى ‏الأحسن.
‏ الخطأ الثاني: قوله: ((فمعنى أقيموا ‏أي أتموا وأحسنوا)) من أين أتيت ‏بهذا الكلام أم أنك (فاتح على ‏حسابك)؟! قال شارح القاموس ‏الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في ‏تاج العروس الذي يعتبر أضخم ‏المعاجم العربية قال في مادة (ق و ‏م): ((وأقام الشىء إقامة: أدامه ومنه ‏قوله تعالى: {واقيموا الصلواة} ‏‏[43/سورة البقرة])).
وأما ادعاء ‏عمرو في قوله (وفي اللغة العربية ‏أقام البيت أي حسنه وأتمه وجمَّله) ‏فإن هذا الكلام لا أصل له في معاجم ‏العرب كما رأيت وإن كان له أصل ‏فليتحفنا به حتى نتراجع.‏
الخطأ الثالث: قوله (((صلى) بمعنى ‏الأداء فقط إلا في موضع واحد وهو ‏موضع ذم في سورة الماعون:{فويل ‏للمصلين} {الذين هم عن صلاتهم ‏ساهون} [4،5سورة الماعون] فلم ‏يقل سبحانه فويل للمقيمي الصلاة)).‏
هذا الكلام يدل على قلة اطلاعه ‏على القرءان الكريم فالله تعالى قال: ‏‏{ ان الانسان خلق هلوعا} {اذا مسه ‏الشر جزوعا} {واذا مسه الخير ‏منوعا } {الا المصلين} {الذين هم ‏على صلاتهم داءمون} ‏‏[19،20،21،22،23،سورة ‏المعارج] ثم امتدحهم في أكثر من ‏عشر ءايات ثم قال {والذين هم على ‏صلاتهم يحافظون} [34/سورة ‏المعارج] فهنا جاء في القرءان ‏استعمال فعل الصلاة من غير ‏‏((أقيموا)) للمدح البليغ تمامًا على ‏عكس ما ابتدعه عمرو خالد وزعمه ‏فهل نأخذ بقول عمرو خالد أم بقول ‏الله تعالى، لا شك أننا نأخذ بما جاء ‏في القرءان ونضرب بكل ما خالفه ‏عرض الحائط.‏

عمرو خالد جاهل باحكام الردة

ـ ويقول عمرو خالد في كتابه ‏المسمى ((عبادات المؤمن)) صحيفة ‏‏(20) عندما يتكلم عن حكم تارك ‏الصلاة: ((هل يعني أنه كافر؟! لا . . ‏العلماء يقولون إنه يعمل عملا من ‏أعمال الكفر وهناك فرق كبير ‏فاحذروا أيها الإخوة أن تكفروا أحدًا ‏لأن التكفير مسئولية أهل العلم ‏والاختصاص ـ كالأزهر مثلا)) اهـ.‏
الرد:
إذا كان ترك الصلاة من ‏أعمال الكفر كما زعم فتاركها كافر ‏لأن ارتكاب أي عمل من أعمال ‏الكفر بإرادة من غير إكراه كفر ‏سواء كان فعليًّا أو اعتقاديًّا أو لفظيًّا.
‏وقد ذكر العلماء كالنووي والبلقيني ‏وابن عابدين والبهوتي ومحمد ‏عليش وغيرهم من أهل المذاهب ‏الأربعة أمثلة كثيرة لذلك فقالوا إنّ ‏الكفر الاعتقادي كاعتقاد أن الله غير ‏قادر أو غير عالم أو أنه يشبه ‏المخلوقات أي باعتقاد أنه جسم أو له ‏لون أو حجم أو هيئة والكفر الفعلي ‏كرمي المصحف في الزبالة ‏وكالسجود للصنم أو للنار والكفر ‏القولي كشتم الله أو النبي أو الإسلام ‏فمن فعل أيّ عمل من أعمال الكفر ‏المذكورة يكفر من غير شرط أن ‏يجتمع معه نوع ءاخر، فقول عمرو ‏خالد بعدم تكفير من يعمل عمل كفر ‏بعيد عن الصواب كل البعد.‏
نعم تارك الصلاة كسلا لم يرتكب ‏فعل كفر ولذلك لا يكفر ويدل على ‏ذلك حديث النَّسائي حيث روى عن ‏النبي صلى الله عليه وسلم: ((خمس ‏صلوات كتبهن الله على العباد من ‏جاء بهن لم يضيّع منهن شيئًا ‏استخفافًا بحقهن كان له عند الله ‏عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت ‏بهن فليس له عند الله عهد إن ‏شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة)) ‏وروى أحمد نحوه.‏
وأما قول عمرو فاحذروا أيها ‏الاخوة أن تكفروا أحدًا فناقص فاسد ‏وإنما كان عليه أن يقول احذروا أن ‏تكفروا أحدًا بغير حق ولو قال ذلك ‏لوافقناه وقلنا جاء بعين الحق.‏ أما قوله ((لا تكفروا أحدًا)) فهذا ‏تعطيل للشرع فالفرض على كل ‏مسلم أن يعتقد كفر الكافرين ‏المرتدين والملحدين والمشركين ‏والذين حاربوا الأنبياء وجاءوا على ‏خلاف ما قاله الأنبياء كعبدة الأوثان ‏والشيطان والأشخاص والشمس ‏والقمر والنجوم وغيرهم وكذلك إذا ‏سمع أي إنسان يسب الله أو الأنبياء ‏أو يفتي بفتاوى تكذب الشريعة ‏والدين فإنّ عليه أن يعتقد كفره ولو ‏اعتقد أنه بعد كل الذي حصل منه ‏أنه على الإسلام كفر هو فكيف يقول ‏عمرو خالد احذروا أن تكفروا أحدًا.‏
‏ نعم ليس شرطًا أن يعلن المسلم ‏بلسانه في كل حال أن فلانًا كافر ‏وفلانًا وفلانًا حتى يَسْلَم بل الواجب ‏اعتقاد كفر الكافر وإيمان المؤمن.‏ أما دور أهل العلم وكل من عنده ‏الأهلية مثلا فهؤلاء واجب عليهم ‏التحذير من أهل الكفر والفساد ‏والضلال وتسميتهم بالاسم ليحذرهم ‏ الناس نعم هذا واجب أهل العلم وكل ‏من يستطيع ذلك بما لا يخالف ‏المصلحة، ولو تجاوز شخص الحد ‏فتسرع وكفّر الناس من غير علم ولا ‏فهم فدورهم إرشاده وردعه، وهذا ‏هو الكلام الحق المعتدل.‏

فتوى لعمر خالد عجيبة

قال عمرو في كتابه المسمى ‏‏((عبادات المؤمن)): (ص/8) ‏‏((فوجدت أن العيب ليس في كون ‏الناس قساة القلوب أو كارهين ‏للإقبال على الله إنما العيب يكمن في ‏جهل البعض لفضل وثواب العبادة ‏من ناحية وأثرها على سمو ‏أرواحهم واطمئنان نفوسهم ‏وسعادتهم بشكل عام من ناحية ‏أخرى)) اهـ.‏
الرد:
من العجب العجاب ادعاء أن ‏قسوة القلب أو كرهه الإقبال على ‏الله لا يعتبره عيبًا وهو عيب واضح ‏وفاضح وفادح ثم الأعجب من ذلك ‏يعتبر أن العيب يكمن في جهل ‏البعض لفضل وثواب العبادة وأثرها ‏على سمو أرواحهم. . .‏
من قال لك يا عمرو ان هذا هو ‏العيب، وهنا أريد أن أوضح في ‏ردي ما يلي:‏ إن تعلُّم الصلاة فرض شرعًا لأن ‏الصلاة من المسلم لا تصح من غير ‏معرفة شروط صحتها وشروطها ‏وأركانها ولم يقل أحد من العلماء ‏ولم يثبت نص واحد يفيد أنه يجب ‏على المسلم معرفة ثواب الصلاة أو ‏معرفة أثرها على قلبه وسلوكه ‏فالعجب كيف عكست الأمور حيث ‏اعتبرت قسوة القلب وكره الإقبال ‏على الله ليس عيبًا وجعلت العيب في ‏عدم معرفة ما لا يجب معرفته.‏
قل لنا بالله يا عمرو ما معنى كره ‏الإقبال على الله وقسوة القلب أليس ‏معناه الوقوع في الكفر أو المعاصي ‏الأخرى وتعاطي المحرمات فهل كل ‏هذا ليس عيبًا! إذا كان هذا ليس عيبًا ‏فما هو العيب؟ أخيرًا العيب هو الجهل وأشد عيبًا ‏من الجهل أن يكون الشخص جاهلا ‏ويفتي بجهل فعيب عليك يا عمرو ‏اتقِ الله في نفسك أوَّلا ثم في الناس ‏ثانيًا وكفاك تغريرًا بالناس، عُد عن ‏مثل هذه الترهات وتعلم الشرع ثم ‏تصدَّ بعد ذلك للتعليم.‏

زعم عمرو بأن الصحابة ظلوا ‏يصلون إلى بيت المقدس ثلاثة ‏عشر سنة

قال عمرو في محاضرة في قناة ‏إقرأ خصصها بزعمه للقدس: إن ‏المسلمين ظلوا يصلون إلى بيت ‏المقدس ثلاث عشرة سنة في مكة.‏
الرد:
: يُرد هذا الكلام ما رواه ‏البخاري في صحيحه عن البراء بن ‏عازب رضي الله عنهما قال كان ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏صلى نحو البيت المقدس ستة عشر ‏أو سبعة عشر شهرًا وكان رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم يحب أن ‏يوجه إلى الكعبة فأنزل الله: {قد نرى ‏تقلب وجهك فى الشماء} ‏‏[144/سورة البقرة] فوجه نحو ‏الكعبة. . . الحديث.‏ فماذا تقول يا عمرو بعد هذا الكلام ‏ويا ليتك تتعلم قبل أن تتصدر ‏بزعمك للدعوة والإرشاد.‏

قال عمرو خالد حرام البصاق في ‏الشارع لئلا تتأذى الملائكة

قال عمرو خالد في شريط له: ‏‏((حرام على الشخص أن يبصق في ‏الشارع لئلا تتأذى الملائكة لأنه ‏يؤذي الملائكة لأنهم يروننا ولا ‏نراهم)).‏
الرد:
الحقيقة إن عمرو لم يُسبق ‏بمثل هذا الكلام ولاسيما أنه يتكلم ‏عن مسائل غيبية كادعاء أن ‏الملائكة تتأذى بذلك والمسائل ‏الغيبية تقوم على الخبر وليس على ‏الاجتهاد مع العلم أن عمرو لم يصل ‏إلى رتبة طالب علم فضلا عن كونه ‏ليس بمجتهد.‏
ونحن نعلم أن الشرع حَرَّم البصاق ‏في المسجد وإذا كان البصاق حرامًا ‏بزعمه لأنه يؤذي الملائكة فإذًا أين ‏يبصق الشخص ومتى لا تتأذى ‏الملائكة من البصاق بزعمه وهل ‏الملائكة موجودون بالشوارع فقط؟ وأما كون البصاق حرامًا في المسجد ‏فإن ذلك من أجل حُرمة المسجد فإنه ‏لا يجوز تقذيره بنجس ولا طاهر فقد ‏روى النَّسائي وأحمد عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم أنه قال: ‏‏((البصاق في المسجد خطيئة)).‏
وأما عمرو فلقد حرم ما هو معلوم ‏من الدين بالضرورة ومباح عند ‏المسلمين وغير المسلمين وكلام ‏عمرو يعني أنه لا معنى لقول ‏الرسول صلى الله عليه وسلم: ‏‏((البصاق في المسجد خطيئة)) لأنه ‏إذا كان الأمر كما يزعم فأين ‏الخصوصية للمسجد.

عمرو خالد يزعم أن هناك أمورًا ‏واجبة على الله ويحرف حديثًا ‏اتباعًا لذلك الهوى

قال عمرو خالد في شريط له: ((إذا ‏المرأة ءامنت بااله واتقتِ الله يجب ‏على الله أن يكرمها ويدخلها الجنة)).‏
الرد:
هذا الكلام مخالف لمذهب أهل ‏السنة بل هو من قول غلاة المعتزلة ‏ولم يكن مناسبًا لعمرو أن يتبنى ‏مذهب المعتزلة الذين انحرفوا عن ‏الدين ومن شدة تأثر عمرو خالد ‏بهذه المقولة حرَّف الحديث من أجل ‏أن يناسب هذه العقيدة الخبيثة فلقد ‏ذكر في كتابه المسمى ((عبادات ‏المؤمن)) صحيفة (188): ((من ‏قال: رضيت بالله ربَّا وبالإسلام دينَّا ‏وبمحمد نبيَّا ورسولا وجب على الله ‏أن يرضيه في يومه ذلك)) اهـ ثم ‏يقول عمرو رواه أبو داود وابن ‏ماجه والإمام أحمد.‏ نقول: رجعنا إلى المصادر فلم نجد ‏لفظ الحديث في أبي داود تحت ‏‏2425 ولا عند أحمد تحت رقم ‏‏3/107 كما أشار عمرو.‏
أما في ابن ماجه فهذه روايته: ((ما ‏من مسلم أو إنسان أو عبد يقول ‏ حين يمسي وحين يصبح: رضيت ‏بالله ربَّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا ‏إلا كان حقًّا على الله أن يرضيه يوم ‏القيامة)) ومعنى حقًّا على الله أي ‏وعدًا منجزًا فمن أين أتيت بلفظ ‏وجب على الله. فيا عمرو قل لنا بالله ‏عليك لماذا غيّرت لفظ الحديث ألم ‏تعلم أن الله لا يجب عليه شىء وإنما ‏العباد تجب عليهم أمور وتحرم ‏أمور، ألم تقرأ قول الله تعالى: {لا ‏يسل عما يفعل وهم يسلون} ‏‏[23/سورة الأنبياء] أم قرأت ‏وحرفت لغرض في قلبك وفي ‏الحالين يا حسرة لمن يستمع لك ‏ويأخذ بكلامك فإنه سيندم يوم القيامة ‏حين لا ينفع الندم إلا إذا تدارك نفسه ‏ونبذ أقوالك وعقائدك الفاسدة قبل ‏الموت.‏


عمرو خالد يحرم أن يسأل الشخص ‏غير الله

قال في كتابه المسمى ((عبادات ‏المؤمن)) صحيفة (69): ((فلا يصح ‏أن يذل المسلم نفسه ويطرق أبواب ‏الناس ويسألهم العون ولا يطرق ‏باب رب الناس وقد صدق من قال:‏ لا تـسـألـنَّ بُـنـي ءادم حـاجةً ‏وسـلِ الـذي أبـوابـه لا تـحـجـب ‏فـالله يـغـضـب إن تـركـت سـؤالـه ‏وبني ءادم حين يُسأل يغضب)) اهـ ‏‏ وقال في صحيفة (153) من ‏الكتاب عينه: ((وقد صدق النبي ‏صلى الله عليه وسلم إذ يقول: من لم ‏يسأل الله يغضب عليه)) اهـ.‏ ثم قال في صحيفة (154): ((نعم . . ‏الله يغضب إذا لم يسأله العبد)) اهـ. ‏وقال في صحيفة (160): ((وإياك ‏أن تسأل أحدًا غير الله تعالى فإن ‏ذلك خضوعًا وذلا لغير الله والمسلم ‏لا يخضع ولا يذل إلا لربه سبحانه)) ‏اهـ.‏
الرد:
: إن ما قال عمرو باطل وليس ‏بصحيح وقد خرق بذلك الكتاب ‏والسنة والإجماع والعرف حيث إنه ‏من زمن ءادم وحتى عصرنا هذا ما ‏زال الناس يستعينون ببعضهم ‏ويطرقون أبواب بعضهم ويسألون ‏بعضهم العون ولم يأتِ نصٌّ واحد ‏بتحريم هذا الأمر كما فعل عمرو بل ‏ورد في الحديث ((والله في عون ‏العبد ما كان العبد في عون أخيه)) ثم ‏أليس الدَّيْنُ مشروعًا والقرءان شرع ‏لنا الدين فقال تعالى: {يأيها الذين ‏ءامنوا إذا تداينتم بدين}الآية ‏‏[282/سورة البقرة] وتُعرف بآية ‏الدَّين وهي أطول ءاية في القرءان، ‏وهل يكون القرض والدين إلا ‏للإعانة والمواساة وهل يطلب أحد ‏من أحد قرضًا إلا مستعينًا به.‏
أليس الناس يطرقون أبواب بعضهم ‏ويسأل بعضهم بعضًا ولم يقل الله ‏تعالى إياكم والدين ولم يقل سلوا الله ‏ولا تسألوا غيره، ألم تسمع قول الله ‏تعالى: {وأما السائل فلا تنهر} ‏‏[10/سورة الضحى]، وقد جاء في ‏الأثر: ((ومن سألكم بوجه الله ‏فأعطوه)) رواه أبو داود والنَّسائي ‏وأحمد، وروى النَّسائي وأحمد أن ‏رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ‏فسأله فأعطاه، وروى مسلم وأحمد: ‏‏((ما سُئل رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم قطُّ فقال لا))، وروى البخاري ‏ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد ‏أنه قال: ((ومن كان في حاجة أخيه ‏كان الله في حاجته)).‏
وأما ما روي عن النبي صلى الله ‏عليه وسلم: ((وإذا سألت فاسأل الله . ‏‏. .)) الحديث فالرسول لم يقل وإذا ‏سألت فلا تسأل غير الله فكيف تقول ‏يا عمرو لا يصح أن يذل نفسه ‏وكيف تحرم على الناس أن يستعينوا ‏ببعضهم أو أن يسألوا بعضهم كيف ‏ترد هذه النصوص المباركة، وإلا ‏إن كان الأمر كما تقول لكان الله ‏أمرنا بنهر السائل ورد المحتاج، وقد ‏سبق أنه ثبت في الحديث: ((والله في ‏عون العبد ما كان العبد في عون ‏أخيه)).‏
وأما البيتان اللذان استشهدت بهما ‏فليسا دليلا شرعيًّا فلا حاجة للكلام ‏عليهما زيادة على ما ذكرنا ونذكر. ‏وأما استشهادك بالحديث: ((من لم ‏يسأل الله يغضب عليه)) فهو حديث ‏غير ثابت وهذا الحديث مرويٌّ من ‏رواية أبي صالح الخُوزِي وقد ‏ضعَّفه يحيى بن معين كما ذكر ذلك ‏ابن حجر في الفتح.‏
وهناك بيت شعر عكس الذي رويت فقد ‏قال أحدهم:‏
الناس للناس من بدو ومن حَضَر -- ‏بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
ثم اعلم أن الله تعالى لا يغضب على ‏عبده إن ترك سؤاله إلا في حالة ‏واحدة حيث إن سؤال الله فرض ‏وهو في قوله {اهدنا الصراط ‏المستقيم} [6/ سورة الفاتحة] إلى ‏ءاخر السورة وذلك في الصلاة لأن ‏الصلاة لا تصح بغير الفاتحة فلذا ‏كان السؤال فرضًا في هذا الحال ‏وعلى هذا يكون معنى الحديث إن ‏صح، ومعنى الآية اهدنا الصراط ‏المستقيم أي ثبتنا على الإسلام.‏
ثم ألا تخجل من أن تقول إياك أن ‏تسأل أحدًا غير الله ومن قال لك يا ‏عمرو هذا؟ وهل نأخذ ديننا من ‏الشعر؟ من قال إنه لا يجوز سؤال ‏غير الله مطلقًا؟ ومن قال لك سؤال ‏غير الله خضوع وذل مطلقًا؟ ألم تقرأ في كتاب الله تعالى: {وإذا ‏سألتموهن متاعا فسالوهن من وراء ‏حجاب} [53/سورة الأحزاب] فهذه ‏الآية عن نساء النبي فالله سبحانه ‏وتعالى لم يقل وإذا سألتموهن سؤالا ‏بل قال متاعًا فالله أرشدنا إلى طريقة ‏سؤال هذا المتاع ولو كان في الأمر ‏ذلة وخضوع غير مشروع لغير الله ‏فكيف يرشدنا الله لهذا الأمر، وطالما ‏سؤال العبد عندك حرام فهل يأمر ‏الله بالمنكر يا عمرو؟!!!!‏
وقال تعالى {وءاتى المال على حبه ‏ذوى القربى واليتامى والمساكين ‏وابن السبيل والسائلين} ‏‏[177/سورة البقرة] فانظر إلى قوله ‏تعالى يمدح من كانت هذه الصفة فيه ‏ومن جملة ذلك إعطاء المال ‏للسائلين، ثم إن الله تعالى ذم في ‏القرءان الكريم من {ويمنعون ‏الماعون} [7/سورة الماعون] فهل ‏بعد ذلك تهرف بما لا تعرف ‏وتتسرع؟؟! فاحذر فإن القبر أمامك ‏ولا يغرنك جهلة يطبلون ويزمرون ‏وينفخون برأسك.‏ <>ثم ألم تقرأ قول الله حكايًا عن سيدنا ‏يوسف {وقال للذي ظَنَّ أنه نَاج ‏منهما اذكرني عند ربك} ‏‏[42/سورة يوسف] فهل تعترض يا ‏عمرو على سيدنا يوسف لأنه سأل ‏المخلوق ولم يسأل الخالق ألم يقل له ‏اذكرني؟ ألم يسأله؟ فيوسف لم يقل ‏اللهم ألهم هذا الرجل أن يذكرني عند سيده من غير طلب من السجين الذي كان معه بل طلب من السجين فهل خضع و ذل يوسف لغير الله على زعمك يا عمرو؟
و هذا ذو القرنين الذي ورد ذكره في القرءان الكريم في سورة الكهف قيل هو نبي و قيل وليِّ فقد شكا له قوم من يأجوج و مأجوج فقال الله حاكياً عنه:{ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (60)} [ سورة الكهف ] فذو القرنين طلب العون منهم فأين الخضوع و الذل لغير الله في ذلك يا عمرو؟

زعم عمرو خالد أن من لم يدع ربه يعد مستكبرًا

قال عمرو خالد في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " صحيفة (159): " نجد أن الله تعالى قال { يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي (60)} [ سورة غافر ] و لم يقل عن دعائي و بهذا صارت العبادة مرادفة للدعاء و الذي لا يدعو ربه يعد مستكبرًا لأنه استنكف أن يرفع يديه إلى خالقه..." اهـ.
الرد:
ليس صحيحاً أن كل من يرفع يديه بالدعاء يعد مستكبرًا و مستنكفاً قال شارح البخاري ابن حجر في أول كتاب الدعوات شارحًا الآية { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} [ سورة غافر ] ( الجزء 11 صحيفة 95) " و قال الشيخ تقي الدين السبكي: الأولى حمل الدعاء في الآية على ظاهره و أما قوله بعد ذلك ( عن عبادتي) فوجه الربط أن الدعاء أخص من العبادة فمن استكبر عن العبادة استكبر عن الدعاء و على هذا فالوعيد إنما هو في حق من ترك الدعاء استكبارًا و من فعل ذلك كفر و أما من تركه لمقصد من المقاصد فلا يتوجه إليه الوعد المذكور" اهـ.
إذًا فعلامَ يا عمرو تتسرع في تكفير من لم يدعُ الله لو راجعت كلام أهل الحق لما وقعت في مثل هذا المطب حيث حكمت على المسلم بالكفر لمجرد أنه لم يدعُ الله تعالى فأنت رجل ينطبق عليك المثل المشهور " تزبَّب قبل أن يتحصرم " أي صار زبيباً قبل أن يصير حصرماً و أنت تصدرت للتدريس قبل أن تتعلم.

عمرو خالد يزعم أن الرسول يغضب على من لا يقوم الليل

يقول عمرو خالد في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " صحيفة (84):" فما ترك عبد الله عنه قيام الليل بعد سماعه هذا الحديث من الرسول صلى الله عليه و سلم و كان لا ينام إلا قليلاً.. فهل تحب أو ترضى أن يحزن عليك أو يغضب منك الرسول صلى الله عليه و سلم" اهـ.
الرد:
ما الذي دعاك يا عمرو أن تقول أن الرسول يغضب من تارك قيام الليل و قد ذكرت قبل صحائف في نفس الكتاب أن قيام الليل سنة مندوبة للمسلمين و ليس واجباً ألا تعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله و هذا يعني على زعمك أن قيام الليل فرض على المسلمين أو يعني أنك لا تفهم ماذا يعني غضب رسول الله و لا تعلم متى يغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
من قال لك إن الرسول يغضب من ترك السنة هذا محض هراء و افتراء فتارك السنة لا يعاقب و لا يعاتب و هذا أمر مجمع عليه فتنبه. و هذا البخاري روى عدة أحاديث على أن قيام الليل سنة و ليس بواجب تحت عنوان ( باب تحريض النبي صلى الله عليه و سلم على قيام الليل و النوافل ...) ثم سرد الأحاديث.
؟؟؟ فماذا تقول يا عمرو.

عمرو خالد يوجب على الحاج ما لم يوجبه الله عليه

يقول عمرو خالد في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " صحيفة (120) تحت عنوان ( ما يجب على الحاج فعله ) و عَدَّ من الواجبات على زعمه: " سادساً: توديع الأهل و هذه سنة الرسول صلى الله عليه و سلم ... سابعاً: أن تصلي ركعتين في بيتك... ثامناً: د- أن تتفرغ و تقطع نفسك للعبادة و ليس للشراء مثل ما يحدث من بعض الناس و الشراء يكون بعد الإنتهاء من العبادة بنية الترويح عن النفس" اهـ.
الرد:
الواجب شرعاً معناه من تركه فهو ءاثم و ها هو عمرو خالد قد خلط الواجبات بغير الواجبات هو ذكر في البداية بعض الأمور الواجبة و هذا صحيح ثم أدخل فيها أموراً هي من السنة و المستحبات و هذا الخلط غلط.
و قد لاحظنا في هذا الكتاب أكثر من عشرين مرة أنه يستعمل كلمة يجب في غير موضعها و هذا اصطلاح إسلامي يجب أن يوضع في موضعه. أما قوله توديع الأهل من الواجبات و قال عنه ( و هذه سنة الرسول) فليس واجباً من واجبات الحج قطعاً كيف و هذا إنما يكون غالباً قبل الإحرام بالحج هذا إذا فعله الشخص.
و أما قوله تصلي ركعتين فهذا أيضاً ليس من الواجبات قطعاً و كذلك قوله أن تتفرغ للعبادة. فالواجب في الحج هو إتيان الأركان و الواجبات و أما التفرغ للعبادة، فليس واجباً و لا ضرر إن اشترى أغراضه قبل الحج أو بعد الحج أو في أثنائه و ليس كما ادعى (عمرو) شيئاً جديداً ألا و هو أن الشراء يكون بعد الإنتهاء من العبادة بنية الترويح عن النفس فلا ندري من أين جاء بهذه النية التي لا أصل لها في السنة فضلاً عن كونها ليست من الواجبات. و إن كان له جواب على هذا فليظهره.

عمرو خالد يحرف تفسير القرءان الكريم و يعتبر أن الذكر فرض عين

قال عمرو خالد في كتابه المسمى " عبادات المؤمن" صحيفة (177):" إن الناس تعاني من القلق لقلة ذكرهم و لانصرافهم عن الله جلَّ و علا و لهذا قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)}[سورة طه] اهـ .
الرد:
إن عمرو خالد لم يكمل الآية فلو أنه أكملها لعلم أن الذكر هنا ليس المراد به الأذكار المعروفة كقول سبحان الله والحمد لله وما شابه، بل المراد بالذكر هنا (القرءان) لأن تتمة الآية :{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا(125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى(126)} [سورة طه] فالله لم يقل لأنك لم تذكر الله وقوله تعالى { فَنَسِيتَهَا (126)} أي تركتها وقوله { تُنسَى(126)} أي (تـُترك) ومن معاني النسيان في اللغة الترك أي تترك من رحمة الله .
ومنه قوله تعالى عن سيدنا ءادم : { عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا(115)} [سورة طه] فلو أن ءادم أكل من الشجرة نسيانا أي لم يتذكر النهي لما اعتـُبر فعله معصية كما دلت الآية {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ(121)} [سورة طه] . فمثلك يا عمرو كمثل من قال: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4)} ثم توقف ومثل من قال {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ (43) } ثم توقف وكذلك انت توقفت عند جزء من الآية لتوهم الناس أن الذكر فرض ولتحرف معنى الآية ، قال القرطبي في تفسيره (صحيفة 258 جزء 11 ) في قوله ( عن ذكري ) : " أي ديني وتلاوة كتابي والعمل بما فيه وقيل عما أنزلت من الدلائل ، ويحتمل أن يحمل الذكر على الرسول لأنه كان منه الذكر " اهـ

عمرو خالد يحرف تفسير القرءان الكريم و يعتبر أن الذكر فرض عين -3

وقال عمرو خالد في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " صحيفة (174) تحت عنوان الذكر : " ولكن المسكين لم يقدر معنى وقيمة الذكر الذي هو أفضل عند الله من إنفاق الذهب والفضة ومن أن يلقى المسلم عدوه فيضرب عنقه ويضرب عدوه عنقه " اهـ .
الرد:
هذا التكرار الثالث لعمرو خالد لنفس الخطأ في الموضوع نفسه وعمرو فهم هذا الكلام من حديث فهمًا فاسدا لأنه لم يجشم نفسه السؤال أو البحث وكيف يجشم نفسه هذا العناء وقد اعتبر نفسه أو اعْتـُبـِر مرجعية تتمحور حولها الآلاف والفضائيات والمحاضرات و ... هو يرى نفسه أكبر بكثير من أن يتصل بأهل العلم ويسألهم .
أما نص الحديث الذي فهمه خطأ فهو ما رواه أحمد في مسنده (جزء 5 صحيفة 239) قال معاذ : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم " قالوا : بلى يا رسول الله قال: "ذكر الله عز وجل " .
فالذكر هنا معناه الصلاة المفروضة وقد روى البخاري في صحيحه من طريق بن مسعود قال سألت النبي صلّى الله عليه وسلّم أي الأعمال أحب إلى الله قال : " الصلاة على وقتها " قال : ثم أيٌّ قال: ثم بر الوالدين قال ثم أيٌّ قال: الجهاد في سبيل الله " قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني والذكر في القرءان ورد بمعنى الصلاة قال تعالى:{إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (9)} [سورة الجمعة] وهذه الآية هرب منها عمرو خالد لأنها صريحة في أن الذكر فيها الصلاة ولذلك لم يذكرها ، وهي مع ما ذكرنا قبلها تدل بأن المقصود بالذكر في الحديث الذي ذكره عمرو خالد هو الصلاة وذلك لأن الأحاديث تتعاضد ولا تتناقض وبعضها شاهد لبعض وإلا فهل يقبل من عنده مِسْكَة عقل أن يقول إن الذكر على معنى التسبيح والتهليل ونحوه أفضل من الإنفاق في سبيل الله وأفضل من الجهاد في سبيل الله فلماذا خرج عمرو خالد في ندوة سماها القدس في التلفزيون وحث وحض على الجهاد وقتال اليهود واستمرار الانتفاضة ولماذا لم يرشدهم الى الذكر طالما هو أفضل من لقاء العدو وقتاله .

عمرو خالد يحرف تفسير القرءان الكريم و يعتبر أن الذكر فرض عين -4

- ويقول عمرو خالد في الصحيفة (177) : " ويحذر الله عز وجل عباده المؤمنين من أن تلهيهم الدنيا بما فيها عن ذكر الله فيقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) } [ سورة المنافقون] فمن ألهاه أولاده أو أمواله عن ذكر الله فقد خسر خسرانا مبينا " اهـ .
الرد:
وهنا زلَّ عمرو للمرة الرابعة وفي الموضوع ذاته لذلك نقول قال الرازي في تفسيره ( المجلد 15 صحيفة 18) في قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ (9)} : " أي عن فرائض الله نحو الصلاة والزكاة والحج أو عن طاعة الله ، وقال الضحاك: الصلوات الخمس" اهـ
.وحاصل الأمر أن كلمة " الذكر" لو راجع عمرو هذه الكلمة في القرءان وفي كتب التفسير واللغة لوجد أن لها معاني كثيرة فهي تأتي بمعنى العلم والقرءان والإسلام والصلاة وغير ذلك :
قال تعالى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي (124) } [ سورة طه] الآية تعني الأسلام.
وقال تعالى: { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ (7) } [ سورة الأنبياء ] يعني العلم.
وقال تعالى :{ وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ (50)} [ سورة الأنبياء] يعني القرءان .
وقال تعالى :{ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي (29) } [ سورة الفرقان] يعني الرسول .
وقال تعالى:{ إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (9) } [ سورة الجمعة] يعني الصلاة .
وقال تعالى :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} [سورة الحجر] يعني القرءان.
وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)} [ سورة الأحزاب] أي الذكر المعروف ، والآيات كثيرة والمعاني أيضا كثيرة .

عمرو خالد يحرف تفسير القرءان الكريم و يعتبر أن الذكر فرض عين - 5

يقول عمرو خالد في كتابه المسمى " عبادات المؤمن" صحيفة (183) : " 1- الاستغفار يقول الله تعالى حاكيـًا عن نوح عليه السلام مخاطبـًا قومه : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) } [سورة نوح] اهـ الآيات" .
الرد:
ذكر عمرو هذه الآية في معرض الاستغفار أي قول أستغفر الله ونحوه فالاستغفار المطلوب من قوم نوح لم يكن قولهم أستغفر الله لأن الله تعالى قال : { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48)} [سورة النساء] ولكن معنى الاستغفار هنا أي اطلبوا المغفرة من الله تعالى بدخولكم في الإسلام لأن الإسلام يـَجـُبُّ ما قبله أي يمحوه ، هذا هو المعنى لذلك إذا أراد شخص أن يسلم لا يقال له قل أستغفر الله بل يقال له تشهد أي قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله وكذلك الذي كان مسلمًا فارتد عن الإسلام بقول أو فعل أو إعتقاد فهذا عليه أن يتبرأ مما حصل منه من الكفر ويتشهد وهذا لا يقال له قل أستغفر الله فقول أستغفر الله إنما ينفع المسلم العاصي وغير العاصي فالعاصي إذا ارتكب كبيرة أو صغيرة ثم إستغفر الله بنية صادقة ينفعه ذلك وكذلك التقي إن قالها فله الثواب ولو لم يعمل معصية ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :" اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " معناه أدخلهم في الإسلام لتغفر لهم .

عمرو خالد يزعم أن من قال أستغفر الله مرة واحدة لا ينتفع

قال عمرو خالد في كتابه المسمى " عبادات المؤمن" صحيفة (174): وذلك تحت عنوان ( عبادة الذكر شرطها : الإكثار) " ولكن هذه العبادة لها شرط واحد وهو الإكثار إذ لا ينفع معها القليل" اهـ ، ثم يقول عمرو (ص/175) : " ولذا لا ينفع أن نقول مرة واحدة مثلا: أستغفر الله " اهـ .
الرد:
سنترك الان عمرو خالد يرد على عمرو خالد فقد ذكر عمرو في الكتاب نفسه صحيفة (182) : " وروي في الأثر ، سيدنا سليمان عليه السلام مر بموكبه وجنوده ورجاله ذات يوم على فلاح بسيط يحرث في أرضه فقال ذلك الفلاح : لقد صار ملك ءال داود عظيمًا فنظر إليه سيدنا سليمان عليه السلام وقال والله لتسبيحة في صحيفة المؤمن خير مما أعطي سليمان وأهله فإن ما أعطي سليمان يزول والتسبيحة تبقى " اهـ فهذا إفحام منك عليك يا عمرو فكيف تزعم إنه لا ينفع إلا تتقي الله في نفسك وفي المسلمين أيها المتجرئ على الله ألم تسمع بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :" سبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض " ثم يقول : " وفي كل تسبيحة صدقة وفي كل تحميدة صدقة وفي كل تهليلة صدقة " . وقوله في كل تسبيحة : أي في قول سبحان الله مرة واحدة .
وقوله تحميدة : أي قول الحمد لله مرة واحدة وكذلك التهليلة : أي قول لا إله إلا الله مرة واحدة فالرسول يقول له في كل واحدة صدقة بينما عمرو خالد قال لا ينفع فمن نصدق يا عمرو ؟ ...
هل الرسول اشترط ما اشترطت من أنه لا بد من الإكثار كما زعمت هذا وكتب والأذكار طافحة بالأحاديث التي تثبت أن الذكر ولو مرة واحدة فيه نفع عظيم فراجع يا عمرو وتدبر ولا تدع الشيطان يوحي إليك وذلك بأن يتخذك وليًا له .
ألم تتدبر يا عمرو في قوله صلّى الله عليه وسلّم :" وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السموات والأرض " ثم تقول لا ينفع ، أعوذ بالله من الجهل .
يا عمرو إن الآية:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)} [ سورة الأحزاب] معناها إرشاد إلى الأحسن والله يرشدنا إلى الأحسن وهذا الأمر ( بكثرة الذكر) إنما هو على سبيل الاستحباب وليس على سبيل الوجوب ، وإنما أشكل عليك هذا لأنك ما تعلمت علم أصول الفقه ولو تعلمت ذلك لما قلت ما قلت لأن الأمر إنما يكون على سبيل الوجوب تارة وعلى سبيل الإستحباب تارة أخرى والمثال على الاستحباب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم : " لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي " فشرعا يجوز للمسلم أن يطعم غير المؤمن قال تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)} [ سورة الإنسان] والأسير هو الكافر بإجماع المفسرين . ويجوز أن يصاحب غير التقي .
ونختم بردٍ من عمرو خالد حيث قال في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " صحيفة (184) : يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " اهـ رواه البخاري ومسلم فهل لك أن تقول بعد كل ذلك إن الذكر القليل لا ينفع يا عمرو .
ثم إن عمرو يذكر في كتابه نفسه فيقول في الصحيفة (190) : " دعاء مباشرة الزوجة : اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فمن قال ذلك -وقضى الله له ولزوجته بولد- لم يضره الشيطان أبدا" اهـ.
ثم علق عمرو خالد على الحديث قائلا : " سبحان الله ،( ذكر واحد)، يقي الولد الشيطان " اهـ
وهنا نسأل عمرو خالد كيف حصل النفع بذكر واحد فقط وليس بالكثير كما ذكرت .

عمرو خالد يزعم أنه لا فلاح للتقي من غير ذكر والرسول يقول أفلح

يقول عمر خالد في كتابه المسمى" عبادات المؤمن" صحيفة (175) : " فلا فلاح -أيها الأخ- إلا بذكر الله تعالى لن تستقيم في قيام الليل والصيام وغض البصر والحياء والحجاب وغير ذلك إلا بذكر الله" اهـ.
الرد:
نعوذ بالله من شر ما أردتَ يا عمرو والله أتيت ببهتان عظيم حيث توجب على الناس ما ليس واجبا ، كيف تقول لا فلاح وعكس الفلاح هو الخسران.
والحقيقة أنّ هذا هُراء لأن المسلم إن أدى الفرائض واجتنب ما نهي عنه ولم يتنفّل بتسبيحة واحدة في حياته فهذا لا إثم عليه ولا ضرر ولا ضير لكن نقول عنه فاته خير كثير إن كان يستطيع الذكر ولم يذكر.
ثم إنك تكذِّب يا عمرو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ حيث روى البخاري عن طلحة ابن عبيد الله: "أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا فقال: أخبرني بما فرض الله عليَّ من الصيام؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا فقال : أخبرني ما فرض الله عليَّ من الزكاة؟ قال فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ بشرائع الإسلام قال: والذي أكرمك بالحق لا أتطوع شيئًا ولا أنقص مما فرض الله عليَّ شيئًا فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ : أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق".
فالرسول لم يفرض عليه الذكر الذي عَنَيْتَهُ ومع ذلك الرسول يقول أفلح وأنت تقول لا فلاح فمن نصدق أنت أم رسول الله؟ ... عُدْ عن غيك واطلب العلم واجْثُ على ركبتيك أمام العلماء. وقد روى ابن عساكر أن رسول الله قال: "من أفتى بغير علم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" فانظر أين أنت.

عمرو خالد يحرم التبرك بآثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

قال عمرو خالد في كتابه المسمى "عبادات المؤمن" صحيفة (127): "إياك أن تقع في المحاذير الآتية: أ - لا تتمسح في الجدار أو تقبل قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم. ب - لا تطلب منه النبي صلّى الله عليه وسلّم قضاء حاجة دنيوية لنفسك. ج - لا تتوجه إلى الله بالدعاء أمام قبره النبي صلّى الله عليه وسلّم " اهـ.
الرد:
عجيبٌ وغريبٌ أمرك يا عمرو كيف تتجرأ على الخوض فيما لا تعلم وترى نفسك أهلاً لتصدير الفتاوى حيث تأتي بأمورٍ ما أنزل الله بها من سلطان ولم يسبقك إليها إمام من الأئمة المعتبرين فكيف تقول بالمنع من تقبيل القبر الشريف أما بلغك ما رواه الإمام أحمد عن داود ابن أبي صالح قال: أقبل مروان يومًا فوجد رجلاً واضعًا وجهه على القبر فقال: أتدري ما تصنع فأقبل عليه أبو أيوب فقال: نعم جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم ءات الحجر سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله" رواه أحمد في المسند والطبراني في الكبير والأوسط، ثم أما بلغتك أيضًا حادثة بلالٍ رضي الله عنه وهي طويلة والشاهد فيها أنه قدم من الشام فأتى قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم فجعل يبكي عنده ويُمرغ وجهه عليه إلى ءاخر القصة كما في كتاب "الصِلات والبشر في الصلاة على خير البشر" لمجد الدين بن يعقوب صاحب القاموس اهـ، وفي كتاب سؤالات عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل لأحمد قال: سألت أبي عن مس الرجل رمَّانة المنبر يقصد التبرك وكذلك عن مس القبر فقال: لا بأس بذلك، وفي كتاب "العلل ومعرفة الرجال" ما نصه سألته – أي الإمام أحمد – عن الرجل يمسُّ منبر النبي صلّى الله عليه وسلّم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك – أي يمسه ويقبله أيضًا – أو نحو هذا يريد التقرب إلى الله جل وعز فقال: لا بأس بذلك اهـ، وعند ابن أبي شيبة في مصنفه (باب مس قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم) قال حدثني يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال: رأيت نفرًا من أصحابِ النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمَّانة المنبر القرعاء فمسحوها ودعوا اهـ، ثم إليك دليلاً ءاخر فيه حجةٌ قويةٌ على جواز التبرك: قال الله تعالى : ] اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا [سورة يوسف/93].
وحديث الإسراء الذي فيه أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم صلّى أثناء سيره بيثرب وعند الطور وفي بيت لحم، فلك نقول: لِمَ أرسل يوسف بالقميص إلى أبيه أليس للتبرك ولِمَ صلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم في هذه الأماكن أليس تبركًا بآثار موسى وعيسى عليهما السلام، بلى وهل الذي يتمسح بجدار الحجرة الشريفة أو يقبل القبر الشريف يكون مراده شيئًا غير التبرك فما المانع من ذلك إذًا، ثم أما بلغك يا عمرو ما في كتاب "الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان" حيث فيه ما نصه: "ذكر إباحة التبرك بوضوء الصالحين من أهل العلم" فإذا كان هذا الحال بالنسبة لوضوء الصالحين وغيره كتبرك عبد الله بن الزبير بدمه صلّى الله عليه وسلّم لما شربه كما روى الطبراني والبيهقي والحاكم وأبو نعيم في الحلية وغيرهم وفي البخاري والشمائل للترمذي عن عيسى ابن طهمان قال: أخرج إلينا أنس بن مالك نعلين جَرْداوين – أي لا شعر عليهما – قال ابن طهمان: فحدثني ثابت البناني بعدُ عن أنس أنهما كانتا نعلي رسول الله، فانظر كيف أن أنسًا احتفظ بنعليه النبي صلّى الله عليه وسلّم وكان يعرضهُما على زوّارِه أليس هذا للبركة، وعند ابن سعدٍ في الطبقات أن ابن عمر رضي الله عنهما وضع يده على موضع قعود النبي صلّى الله عليه وسلّم من المنبر ثم وضعها على وجهه، فهل تنكر على ابن عمر تبركه بموضع قعود النبي صلّى الله عليه وسلّم يا عمرو أم ترى أن ابن عمر وأنسًا وبلالا وأبا أيوبٍ وابن الزبير كانوا مخطئين؟ فليت شعري أنَّى لك الصواب إذًا وإذا كان هذا الحال فيما ذكرنا فما المانع بعد ذلك من التمسح بالجدار والقبر الشريف، أو تظن أن الحسن ما حسنه رأيك القبيح ما قبحه رأيك فاتق الله يا رجل! وأما قولك: لا تطلب منه صلّى الله عليه وسلّم حاجة دنيوية لنفسك، فمن أين جئت بهذا الكلام، ألم يبلغك حديث الأعمى الذي جاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وشكا له ذهاب بصره فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: "إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك، قال: يا رسول الله إنه شقَّ عليَّ ذهاب بصري وإنه ليس لي من قائد فقال له: ائت الميضأة فتوضأ وصل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمّد نبي الرحمة، يا محمّد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، قال عثمان بن حنيف وهو راوي الحديث: "فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر كأنه لم يكن به ضرٌ قط" رواه الطبراني في معجمه الصغير وصححه، فهل تعترض على هذا الضرير الذي شكا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ثم لو كان هذا بزعمك حرامًا لما سكت له الرسول صلّى الله عليه وسلّم بل لقد شططت بعيدًا فارجع عن هذه الترهات.
ثم ما قولك في بلال بن الحارث الذي قصد قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال عنده يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتي الرجل في المنام فقيل له: أقرئ عمر السلام وأخبره أنهم يُسقون وقل له: عليك الكيس الكيس فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى وقال: يا رب ما ءالو إلا ما عجزت" اهـ أخرجه الحافظ بن حجر في الفتح من رواية ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح، وروى سيفٌ في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث فما تقول بعد هذا وقد رأيت مما ثبت أن بلالا طلب من الرسول النبي صلّى الله عليه وسلّم هذه الحاجة ومعروفٌ أن المطر ينفع للأمور الدنيوية فلِمَ لم يعترض عليه عمر رضي الله عنه وهو الذي ما كان يأخذه في الحق لومة لائم أم أنك تستدرك بزعمك على ابن الحارث وعلى عمر.
ثم أين أنت من حديث أنسٍ الذي أخرجه مسلمٌ وفيه "ما سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئًا إلا أعطاه فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين"، وأخرج الستة من حديث أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: سأل ناس من الأنصار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأعطاهم ما سألوه ثم سألوه فأعطاهم ما سألوه ثم سألوه فأعطاهم ما سألوه حتى إذا نفذ ما عنده قال: ما يكون عندي من خيرٍ فلن أؤخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يعنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاءً قط هو خير له وأوسع من الصبر، وروى الترمذي عن عمر رضي الله عنه أن رجلاً أتى إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فسأله أن يعطيه فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: "ما عندي شىء ولكن اتبع علي" إلى ءاخر الحديث وعن جابر رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ شيئًا فقال لا، رواه الترمذي.
وفي البخاري ومسلم من حديث عمرو بن عوفٍ الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث أبا عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمالٍ من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلما صلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين رءاهم ثم قال: "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشىء من البحرين" فقالوا: أجل يا رسول الله فقال: "أبشروا وأمّلُوا ما يسركم" إلى ءاخر الحديث، فهل لك كلامٌ يا عمرو بعد كل هذا ثم إنه لو كان الطلب من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيه حرمةٌ أو كراهة لما سكت صلّى الله عليه وسلّم‏ للسائلين الذين كانوا يطلبون منه وهو الذي لا يسكت عن منكرٍ قط، فاتق الله يا رجل وعد عن هذه الشطحات المهلكة، واعلم أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم‏ حيٌّ في قبره ينفع الناس بإذن الله فكما نفع الذين كانوا يسألونه في الحياة الدنيا فإنه ينفع كذلك الذين يطلبون منه وهو في قبره الشريف بإذن الله ولو كانت حاجة دنيويةً، من أين جئت بما جئت أم أنك تجاري أهل الأهواء؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أما بالنسبة لما ذكرته أيضًا فقلت: لا تتوجه إلى الله بالدعاء أمام قبره صلّى الله عليه وسلّم‏ فهذا كلام غريبٌ حقًّا وإذا كان الذي يدعو لا يتوجه بدعائه إلى الله فلمن يتوجه أم أنك ترى أن التوجه إلى الله بالدعاء أمام القبر الشريف محظورًا فيقف المرء ساكتًا صامتًا فقط على زعمك فنقول لك قال الله تعالى : قُلْ هَـاتُواُ بُرْهَنَكُـمْ إن كُنْتُمْ صَدِقِينَ [سورة البقرة/111] أما إن كان مرادك أن الزائر ليس له أن يستقبل القبر ويدعو فاعلم عندئذٍ أنك جئت بكلامٍ قد قام الدليل على خلافه، فقد ذكر القاضي عياض في الشفا وساقه بإسنادٍ صحيح والسيد السمهودي في خلاصة الوفا والعلاّمة القسطلاني في المواهب اللدنية وابن حجرٍ الهيتمي في الجوهر المنظم وغيرهم أن الخليفة المنصور لما حجَّ وزار قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم‏ وسأل الإمام مالكًا قائلاً " يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏؟ قال: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله" وفي تاريخ بغداد للحافظ الخطيب البغدادي عن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: "سمعت أبي يقول: قبر معروف الكرخي مجرّب لقضاء الحوائج ويقال: إنه من قرأ عنده مائة مرة قُلْ هُوَ اللهُ أَحَــدُ وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله تعالى له حاجته".
فإذا قال السلف من الأئمة ذلك عن قبر معروف فكيف بقبر خير الخلق محمّد صلّى الله عليه وسلّم‏ أم تريد أن نضرب بكلام الإمام مالك عرض الحائط ونرجع إلى قولك أم ماذا ترى يا من تتجرأ على مثل هذه الفتاوى، فاعرف حقيقة نفسك يا رجل.

يزعم عمرو أن الرجم يكون للشيطان فعلاً

قال عمرو خالد في كتابه المسمى "عبادات المؤمن" صحيفة (148): "وفي الرجم إعلان صريح للعداوة على الشيطان ورمي لوجهه بالحصى وهذا يقع فعلاً حيث تصيبه هذه الأحجار وتقصم ظهره".
الرد:
: لو أنه توقف عند قوله وفي الرجم إعلان صريح للعداوة على الشيطان لأصاب ولما قلنا شيئًا أما ما يزعم قائلاً بأن الرجم يقع فعلاً على وجه الشيطان فهذا كلام غير صحيح وهو كلام الجهلة إذ يعتقد البعض منهم أن النُّصب القائم في الجمرة هو نفسه إبليس.
يا عمرو ليس في الجمرة شيطان ساكن فيها كما زعمت إنما معنى الرجم كأنك تقول للشيطان إذا خرجت لتوسوس لنا كما خرجت لسيدنا إبراهيم سنرجمك كما رجمك، هذا هو المعنى.
ثم لو أن الراجم يرجم وجه الشيطان كما زعمت فالناس يرجمون الجمرات من عدة جهات فوجه الشيطان بزعمك في أي جهة؟؟ وعلى زعمك بعض الناس يرجمون وجهه وءاخرون يرجمون قفاه وو.. ما هذا؟!
إلزم الحد عندما تتكلم ولا يكن همك الإكثار من الكلام من غير طائل فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏: "ليس البيان كثرة الكلام ولكن البيان إصابة الحق" اهـ، رواه ابن حبان.

عمرو خالد يوجب على المسلمين ما ليس واجبًا

- يقول عمرو خالد في كتابه المسمى "عبادات المؤمن" صحيفة (202): "سيقتصر حديثنا على خمس واجبات: الأول: كثرة القراءة وتحديد ورد ثابت كل يوم، والسؤال هل هناك مسلم لا يمكن أن يختم القرءان في حياته هذه مصيبة كبرى" اهـ، ثم يقول: "واحذر أن يشهد عليك القرءان أنك هجرته يوم القيامة" اهـ.
الرد:
عمرو خالد له عادة بإيجاب ما لم يوجبه الشرع وها هو هنا يعتبر أن كثرة قراءة القرءان واتخاذ وردٍ يومي واجب على المسلم وهذا الكلام بلا دليل، نعم قراءة القرءان لها فضل سواء قلّت أم كَثُرت لكن الواجب قراءتُهُ عينًا على المسلم المكلف من القرءان هو سورة الفاتحة في الصلاة فقط. وقد مات خالد بن الوليد رضي الله عنه ولم يكن أخذ من القرءان إلا سورًا معدودة ولم يختم القرءان ولا كان له ورد يوميّ طويل منه فهل كان خالد رضي الله عنه عاصيًا ءاثمًا عند عمرو خالد أم ماذا؟ لِيُجِبْ عمرو إن كان له جواب.
- قال عمرو (ص/204): "الثاني تعلم قراءة القرءان" اهـ.
الرد:
إن تعلم قراءة القرءان كله ليس فرضًا عينيَّا على كل مسلم إنما الفرض على كل مسلم مكلف تعلم قراءة سورة الفاتحة صحيحةٌ. -
وأما قول عمرو (ص/212) : "ومن لا يتدبر القرءان لا شك أن على قلبه قفلاً، قال تعالى: ] أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ[ [سورة محمد/24]" اهـ.
فالرد:
قال القرطبي في تفسيره (الجزء 16 صحيفة 246): قوله ] أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ [ [سورة محمد/24] أي يتفهمونه فيعلمون ما أعد الله للذين لم يتولوا عن الإسلام ] أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ[ [سورة محمد/24] أي بل على قلوب أقفال أقفلها الله عز وجل فهم لا يعقلون.
وهذا يَرُدُّ على منكري القدر ثم قال وفي حديث مرفوع أن النبي صلّى الله عليه وسلّم‏ قال: "إن عليها أقفالاً كأقفال الحديد حتى يكون الله يفتحها..." ثم قال فالأقفال هنا إشارة إلى ارتتاج القلب وخلوه من الإيمان أي لا يدخل قلوبهم الإيمان ولا يخرج منها الكفر لأن الله تعالى طبع على قلوبهم اهـ.
حاصل الأمر يا عمرو أن الآية هي في الكفار وليست في المؤمنين.
فأنت صرت هنا مثل الخوارج الذين قال فيهم عبد الله بن عمر: "عمدوا إلى ءايات في الكفار فجعلوها في المؤمنين" اهـ، والله المستعان.
- قال عمرو (ص/212): "الخامس: مراجعة ما نحفظ من القرءان فلا يصح لمسلم أن يحفظ كلام الله ثم ينساه" اهـ ثم استشهد بالحديث: "عُرضت عليَّ ذنوب أمتي فلم أجد ذنبًا أعظم من سورة أو ءاية من قرءان أوتيها رجل ثم نسيها".
الرد:
أولاً: إن هذا الحديث ضعيف، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في شرح البخاري ج12 ص 183: "ومن الضعيف في ذلك نسيان القرءان أخرجه أبو داود والترمذي عن أنس رفعه: نظرت في الذنوب فلم أرَ أعظم من سورة من القرءان أوتيها رجل فنسيها".
ثانيًا: الإمام أبو يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة أوَّلَ هذا الحديث مع ضعفه بأن معناه ترك العمل بالقرءان وذلك بإضاعة الفرائض وارتكاب الكبائر، وأما من فسر هذا الحديث بأن الذي ينقص حفظه عما كان عليه فعليه معصية فهذا غلو لأنه يؤدي إلى جعل الحرج في الدين لأنه حكم على من كان حفظه قويًّا ثم خفَّ بأنه صار من أهل الكبائر، وأمر النسيان ليس بيد الشخص.
ومعنى كلامه هذا أنه لا يكاد يسلم شخص واحد من أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم‏ من الكبائر، وهذا خطر خطير وشر مستطير.
ثالثًا: مثل هذا الكلام يحث الناس على الابتعاد عن حفظ القرءان ولو القليل منه بدل تشجيعهم على حفظه وذلك لئلا يقعوا في الكبيرة إذا نسوا منه شيئًا.
فهذا الحديث على ظاهره مردود لضعفه ولمخالفته للأحاديث الصحيحة ولا سيما الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنّسائي وأحمد قال رجل للنبي صلّى الله عليه وسلّم‏ أي الذنب أعظم عند الله قال "أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك" قال ثم أي قال: "أن تقتل ولدك خشية إملاق" قال ثم أي قال: "أن تُزانيَ حليلة جارك" قال الله تعالى تصديقها ] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا ءاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ [ [سورة الفرقان/68] ثم إذا تتبعت الأحاديث الصحيحة التي تذكر الكبائر وهي كثيرة مثل الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنَّسائي "اجتنبوا السبع الموبقات" والحديث الذي رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر"، وغيرها من الأحاديث لَما وجدت فيها أن من الكبائر من نسي شيئًا حفظه من القرءان.
- يقول عمرو خالد في كتابه المسمى "عبادات المؤمن" صحيفة (197): "فالذي يقرأ القرءان يجب أن يستحضر أنه يسمع كلام الله مباشرة" اهـ.
الرد:
هذا خلاف مذهب أهل السنة لأن سماع كلام الله إن أريد به الكلام الأزلي الذي هو صفة قائمة بذات الله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا فقارئ القرءان لا يلفظ إلا بالحروف المنزلة التي قرأها جبريل على نبينا محمد وجبريل أخذه بأمر الله من اللوح المحفوظ ليس الله قرأه بالحرف والصوت كما قرأ هو على سيدنا محمد وكلام عمرو خالد مخالف لما تقرر عند أهل السنة كلهم الأشاعرة و الماتريدية وخالفت المشبهة فقالت إن الله يتكلم بالحرف والصوت ويلزم على مذهبهم نسبة الحدوث إلى الله لأن الكلام المؤلف من الحروف والصوت هو شىء حادث والله لا يتصف بصفة الحادث لأن اتصاف الذات بصفة حادثة علامة الحادث والله منزه عن الحدوث ذاتًا وصفةً لأن الحرف والصوت عرض وهو من دلائل الحدوث وإنما عرف الخلق خلقًا عقلاً بأمارة الحدوث. وهذا دليل على أن عمرو خالد لا يفرق صفة الحادث من صفة القديم الأزلي الأبدي وهو الله.
والقرءان بمعنى اللفظ المنزل المتلو على أفواه المؤمنين ليس عين كلام الله الأزلي بل هو مقروء جبريل قال الله تعالى: ] إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ[ [سورة الحاقة/40] والرسول الكريم هو جبريل بإجماع المفسرين ولو كان الله متلفظًا بالقرءان بالحرف والصوت لما نسبه إلى جبريل بل لقال إنه لقولي، فأول واجب يلزم عمرو خالد أن يتعلم عقيدة أهل الحق أهل السنة والجماعة وهو على زعمه يتكلم على مذهب أهل السنة لأنه عاش بينهم.

عمرو خالد يزعم أنه اكتشف في إعجاز القرءان أشياء لم يسبق إليها

- يقول عمرو خالد في كتابه المسمى "عبادات المؤمن" صحيفة (217): "ولهذا فإن قصة ءادم عليه السلام تكررت عشرات المرات في القرءان" اهـ.
الرد:
قصة سيدنا ءادم عليه السلام تكررت في القرءان الكريم ست مرات وليس عشرات المرات.
- ويقول في الكتاب نفسه وفي الصحيفة (ص/220): "ومن أمثلة الإعجاز البلاغي في القرءان العظيم قوله تعالى حاكيًا عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ [سورة الشعراء/78/79/80/81]. ففي قوله يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ/81 لم يقل "هو" لأنه لا يشك حتى الكافر في أن الله تعالى هو المحيي والمميت وفي قوله هُوَ يُطْعِمُنِي/79 و فَهُوَ يَشْفِين /80 ذكر لفظ هو لأنه قد يشك الكافر أو ضعيف الإيمان أن الذي يطعمه ويشفيه هو الله تعالى لذا أتى بلفظ "هو" لتأكيد المعنى" اهـ.
الرد:
إن الذي يشك بأن الله يطعمه ويشفيه هو لا شك كافر ولا يسمى ضعيف الإيمان لأن ضعيف الإيمان هو مسلم والمسلم لا يشك بمثل هذا ومن المسلَّم به في العقيدة أن من شك بمثل هذا الأمر فهو كافر، أما بالنسبة لما اكتشفه بزعمه من أمور البلاغة فنقول: إذا كان الكافر يشك بأن الله يطعمه ألا يشك بأنه يسقيه ومع ذلك لم يقل وهو يسقين، فماذا تقول.
وأما قولك إن الكافر يعتقد أن الله يميته ثم يحييه فلم يستعمل كلمة (هو) للتأكيد فهو عجيب فإن أغلبية الكفار في الدنيا لا يعتقدون بالحياة بعد الموت فكيف يصح تعليلك.
ثم إن هذا النمرود قد قال لخليل الله إبراهيم عليه السلام أنا أحيي وأميت، فما قولك بعد هذا؟ استح يا رجل من الناس إن لم ترد أن تستحي من الله ولا تفسر القرءان برأيك الفاسد فإنه كتاب الله تعالى.
- قال عمرو في الكتاب نفسه صحيفة (221): "ونجد في القرءان قوله تعالى عند الحديث عن الصبر تارة ]وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور [ [سورة لقمان/17] وأخرى ] إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [ [سورة الشورى/43] واللام للتأكيد ويكون الصبر هنا أشد وءاكد لأن الأذى يكون قِبَلَ الكفار والفاسقين لا ابتلاء من الله" اهـ.
أولاً: أي أذى يحصل للمسلم سواء من مرض أو خوف أو جوع أو فقر أو إيذاء من الظالمين وغيرهم إنما هو ابتلاء من الله تعالى أي يكون في ذلك ابتلاء أي امتحان للمؤمن هل يصبر أم لا وهذا الامتحان إنما يحصل بمشيئة الله وبخلقه وذلك لأنّ كل شىء يحصل في هذا العالم إنما يحصل بمشيئة الله وتقديره سواء كان خيرًا أو شرَّا طاعة أو معصيةً كفرًا أو إيمانًا. نعم الله تعالى لم يأمر بالشر ولا بالمعاصي لكنه شاء حصولها لحكمة كما قال الله تعالى: ] وَلَوْ شَاء اللهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [ [سورة البقرة/253] وفي هذه الآية دليل على أنّ ما حصل من اقتتال بين المسلمين والكفار إنما هو بمشيئة الله على عكس كلام عمرو خالد وكما قال سبحانه ] وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [ [سورة السجدة/13].
وكأنَّ عمرو خالد يعتقد أنّ الله ليس هو خالق أفعال العباد و أن العباد هم يخلقون أفعالهم الاختيارية و لذلك قال ما قال.
و الصواب الذي عليه أهل السنة بلا خلاف أن العبد و فعله مخلوقان لله تعالى كما قال ربنا عز و جل { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} [ سورة الصافات ] سواء في ذلك الأعمال الإختيارية و غير الإختيارية كما قال تعالى { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي (162)} [ سورة الأنعام ] و هما من الأعمال الاختيارية { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي (162)} و هما أمران يحصلان بلا اختيار من العبد { لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)} أي ملك لله عز و جل هو خلقها كلها. و الذي خالف أهل السنة في هذه المسئلة هم المعتزلة و من تعلق بكلامهم و تبعهم و أما أهل السنة فلم يختلف اثنان منهم بأن كل ما يحصل في هذا العالم إنما هو بمشيئة الله و تقديره و خلقه و بهذا جاء القرءان و ثبت الحديث و صرّح الصحابة و التابعون و أتباعهم من الأئمة الأربعة و غيرهم فمخالفة عمرو خالد لهم بعد ذلك كالعدم يضرب بها عرض الحائط، و إنا لله و إنا إليه راجعون.
ثانياً: إن القاعدة التي ذكرت ليست صحيحة بدليل قوله تعالى { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186)} [ سورة ءال عمران ] فهذا ايذاء من الكفار و لم يقل الله ( إن ذلك لمن عزم الأمور ).
و يقول في الكتاب نفسه صحيفة ( 222):" و القرءان يستخدم لفظتي إمرأة و زوجة و لكل لفظ مدلول خاص به فمثلاً سيدنا زكريا يقول قبل ان ينجب { وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً (5)} [ سورة مريم ] و بعد ما ينجب يقول تعالى عنه { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ (90)} [ سورة الأنبياء ] لأن العلاقة تتأصل و تتوثق بعد الإنجاب" اهـ.
الرد:
إن عمرًا و للأسف جريءٌ جريءٌ على تفسير القرءان بغير علم و كأنه يظن أن الناس كل الناس لا علم عندهم بالقرءان فيلقي الكلام على عواهنه و هو يعتقد أن لا أحد هناك ليعرف خطأه و يبينه.
ثم إننا نقول ماذا تقول يا عمرو بهذه الآيات قال الله تعالى { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ (10)} [ سورة التحريم ] فهاتان الإمرأتان كان لكل منهما أولاد و لم يقل زوجة نوح و زوجة لوط.
و قال تعالى عن أم جميل امرأة أبي لهب { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)} [ سورة المسد ] و لم يقل و زوجته. و قال تعالى { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (35)} [ سورة اليقرة ]قال زوجك و لم يقل امرأتك مع أنه لم يكن لديهما أولاد في الجنة.
و قال تعالى:{ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ (12)} [ سورة النساء ] و لم يقل نساؤكم.
و الحقيقة أنك يا عمرو خالد ليس عندك علم لا في التوحيد و لا في الفقه و لا في اللغة و لا في التفسير و لا في الحديث و إنما سمعت الناس يتكلمون في أمور فخضت معهم بلا علم و لا كفاءة كفروج سمع الديك يصيح فأراد أن يصيح مثله و لو أنك فعلتَ ذلك و طلبت الشهرة من طريق الخوض في علوم الدنيا مع الجهل لكان الضرر أهون لكنك اخترتَ أن تشتهر عن طريق الكلام في الدين بغير علم فهلكت و أهلكت فما أسوأ أثرك.
و قال عمرو في الكتاب عينه صحيفة (226):" يقول سبحانه { فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)} [ سورة الرحمن ] و ينشر في الأهرام 20/ 2/2001 أن مصورين التقطوا صورة لنجم انفجر في السماء فكان يتحول إلى اللون الأحمر و يصير على شكل وردة" اهـ.
الرد:
أولاً: لو اطلعت على سياق الآية وسابقها لوجدت أن هذا الأمر يحصل يوم القيامة فالآية التي بعدها {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49)} [سورة الرحمن].
ثانياً: أنت تقول إنه حصل انفجار وفي الآية انشقاق .
ثالثاً: أنت تقول إن الذي انفجر نجم والذي في الآية أن الانشقاق يحصل للسماء.
فكلامك يا رجل في واد والمعنى المراد للآية في واد ءاخر فويل لمن تبعك واتخذك في دينه إماما فإنه سيندم يوم القيامة حين لا ينفع الندم .

المحاسب التجاري عمرو خالد يخلط ويتخبط في أرقام واهية ينسبها الى القرءان

يقول عمرو ( ص/226) : ( رابعاً الإعجاز الرقمي في القرءان: من ذلك مشتقات الشدة والتعرض للشدائد فقد وردت في القرءان 114 مرة وكلمة صبر ومشتقاتها 114 مرة) .اهـ.
الرد:
الصواب وردت 103 مرات.
-------------------------------------
-قال عمرو ( ص/ 226 ) : (وكلمة رجل ومشتقاتها 24 مرة وكذلك لفظ امرأة ومشتقاتها ) . اهـ.
الصواب رجل ومشتقاتها وردت 56 مرة ولفظ امرأة ومشتقاتها 26 مرة -
-------------------------------------
قال عمرو (ص / 227 ) : ( وكلمة شهر ومشتقاتها 12 مرة ) اهـ.
الرد :
والصواب : كلمة شهر ومشتقاتها وردت 21 مرة .
-------------------------------------
قال عمرو ( ص / 227 ) : ( وكلمة يوم 365 ) اهـ.
الرد:
والصواب : كلمة يوم وردت 443 مرة
--------------------------------------
-وقوله ( ص / 227 ) : ( وكلمة إبليس (11مرة ) وكلمة بركة ومشتقاتها ( 32 مرة ) اهـ.
الرد :
الصواب الاستعاذة منه 7 مرات . -
-----------------------------------
وقوله ( ص / 227 ) : ( وكلمة زكاة وردت ( 32 مرة ) وكلمة بركة ومشتقاتها ( 32 مرة ) اهـ.
الرد :
الصواب أن كلمة بركة ومشتقاتها وردت 24 مرة , ولو كان هذا مجرد خطأ منك في العد لكان الأمر اهون ولكنك أوردت هذه الأعداد لتبتدع فكرة تنسبها للقرءان ولتزعم أنها تدل على إعجاز فيه فها قد تبين أن هذه الأعداد غير صحيحة فماذا تقول ؟ وأما نحن فلا ندري ماذا نقول بعد هذا فيك زيادة على ما تقدم.

يزعم عمرو خالد أن النبي إماماً بالأنبياء في الأقصى لأنه صاحب المسجد

يزعم عمرو خالد أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى إماماً بالأنبياء في الأقصى لأنه صاحب المسجد
قال عمرو خالد في حلقة القدس في القناة المسماة ( إقرأ ) : ( إنما صلى النبي بالأنبياء إماماً لأنه صاحب المسجد الأقصى وصاحب البيت في الفقه هو الذي يصلي في بيته إماما لأنه إن صلى غيره ( ما يصحش ).
الرد:
أولاً : المسجد الأقصى هو لله وليس لسيدنا محمد ولا لغيره من الأنبياء قال الله تعالى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ (18)}
ثانياً : كان حسنا أن يصلي النبي إماما فهو أفضل الأنبياء قاطبة ومن المعلوم أن الأفضل أن يصلي الفاضل إماما بالمفضول .
ثالثاً : من المعلوم أن سيدنا عيسى لما ينزل ءاخر الزمان يلتزم شرع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويطبقه ولا يعمل بشرعه الذي كان عليه أيام بني إسرئيل , ويدل لذلك صلاته أول ما ينزل مأموماً بالمهدي الذي هو من أمة محمد.
رابعاً : قولك ( ما يصحش ) أي لا تصح الصلاة وراء غير صاحب البيت فهذا هراء من عندك وما أحد نص على ذلك من أئمة الإسلام وإنما الذي قالوه إن صاحب البيت أولى بالإمامة في بيته على تفضيل يذكرونه. هذا هو الشرع يا عمرو وليس ما أوردت من أوهام وتخيلات , وحسبنا الله ونعم الوكيل .

عمرو خالد يزعم أن سيدنا موسى طلب أن يدفن خارج القدس

عمرو خالد يزعم أن سيدنا موسى طلب أن يدفن خارج القدس لئلا يأتي أحد ويطالب بهذه الأرض لأن موسى مدفون بها - قال عمرو خالد في حلقة عن القدس في القناء المسماة ( إقرأ ) وإنما طلب سيدنا موسى أن يدفن على مرمى حجر من الأرض المقدسة وذلك لئلا ياتي أحد من أتباعه ويقول هذه الأرض لنا لأن موسى مدفون بها
الرد:
ما كنا ندري أن عمرا جاهل إلى هذا الحد أو انه يتجاهل ولا ندري كيف ينصت له هذا الجمهور وكأنهم لا يعرفون من أمر الدين شيئاً فلا يعقب عليه أحد ولا يرد عليه ردا.
قال شارح البخاري الحافظ ابن حجر في ( باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها ) إن الله لما منع بني اسرائيل من دخول بيت المقدس وتركهم في التيه اربعين سنة إلى أن افناهم الموت فلم يدخل الأرض المقدسة مع يوشع إلا أولادهم ولم يدخلها معه أحد ممن امتنع أن يدخلها ومات هارون ثم موسى عليهما السلام قبل فتح الأرض المقدسة على الصحيح فكأن موسى لما لم يتهيأ له دخولها لغلبة الجبارين عليها ولا يمكن نبش بعد ذلك لينقل اليها طلب القرب منها لأن ما قارب الشيء يعطى حكمه اهـ.
لو استطاع عليه السلام أن يدفن في بيت المقدس ما طلب أن يدفن خارجها بقربها. ولو كان سيدنا موسى قد دفن في بيت المقدس لما كان هذا مسوغا ليطالب غير المسلمين بهذه الأرض لأن سيدنا موسى كان مسلما ككل الأنبياء وأما اليهود الموجودون اليوم فلا يسمون أتباع موسى يا عمرو لأنهم غير مؤمنين كذبوا على سيدنا موسى وحرفوا شرعه. ولو كان ما ذكرته معتبرا لطلب الأنبياء الذين دفنوا في فلسطين أن يدفنوا خارجها ولكنهم لم يفعلوا وذلك أن ما ذكرته لا أصل له ولم يرد ما يدل على أنه خطر مجرد خطور في بال سيدنا موسى فاتق الله يا عمرو واعلم بأن الكذب على الأنبياء ليس كالكذب على غيرهم , والله المستعان.

عمرو خالد يمتدح كتب المتطرف سيد قطب ويعتبره شهيداً

قال عمرو خالد في كتابه المسمى ( عبادات المؤمن ) صحيفة (212 ): وبعض الوسائل المعينة على تدبر القرءان قراءة بعض تفاسير القرءان لمعرفة ما قد يغمض منه من كلمات أو يدق من معان ويفضل أن نبدأ بتفسير ابن كثير فهو تفسير بسيط فإن أردت أن تستزيد فاقرأ في ( ظلال القرءان) اهـ. وقال في صحيفة ( 225 ) من الكتاب نفسه : ( وأنصح في هذا السياق بقراءة كتاب ( التصوير الفني في القرءان ) للشهيد سيد قطب ) اهـ . الرد : عمرو خالد إما جاهل وإما مدلس وإما أنه جمع بين الاثنين واتباعه في كل من الحالين خطر شديد ومصيبة .
الرد:
ولن نبتدئ بإعلان الحكم من حيث الشرع على سيد قطب بل سنترك الحقائق تدلي بدلوها في هذا المجال فانظروا إلى بعض أقوال
سيد قطب : يقول سيد قطب في كتابه المسمى ( في ظلال القرءان الجزء 6 صحيفة 4002 ) عن قوله تعالى ( قل هو الله أحد ) : ( إنها أحدية الوجود فليس هناك حقيقة إلا حقيقته وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده)
الرد :
إن هذا الكلام صريح بالحلول والوحدة المطلقة يعني أن الله تعالى حل بالأشياء واتحد معها فصار هو عين الأشياء وصارت الأشياء على زعمه عين الله وهذه عقيدة غلاة المتصوفة والزنادقة ومن لف لفهم. فقوله : ( فليس هناك حقيقة إلا حقيقته ) يعنى أن العالم وهم أو معدوم أو يعني أن العالم والله شىء واحد وفي الحالين هذا تكذيب لقوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين ) ففيه إثبات وجود الله وإثبات وجود العالم حقيقة. ويقول سيد قطب في صحيفة ( 4003 ) : ( ومنهج يربط مع هذا بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب والأنس والتعاطف والتجارب فليس معنى الخلاص من قيودها وكراهيتها والنفور منها والهروب من مزاولتها فكلها خارجة من يد الله وكلها تستمد وجودها من وجوده وكلها تفيض عليها أنوار هذه الحقيقة فكلها إذن حبيب إذ كلها هدية من الحبيب ) فانظر إلى عبارته القبيحة ( ومنهج يربط مع هذا بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب والأنس والتعاطف والتجاوب ) وهنا نسأله : كيف يحب المؤمن ويأنس ويتعاطف ويتجاوب مع الكفر والخمر والشر والخنزير والمساوئ ما هذا الضلال ؟
وانظر إلى هذا الكفر الصريح حيث يقول فكلها إذن حبيب إذ كلها هدية من الحبيب ما هذه الإباحية فإذا كل مخلوق حبيب وهدية من الحبيب بزعمك يا سيد قطب فلماذا أمرنا بمحاربة الكفر والفسوق والضلال والشر ولماذا أعلنتَ الثورة على الحاكم والمحكوم وكفرت المسلمين وسالت الدماء كالشلالات ولا تزال بسبب أفكارك السوداء.
وقد وصل ضلال سيد قطب إلى درجة أنّ الأمين العام السابق لحزب الإخوان في سوريا عبد الفتاح أبو غدة مع ما له من الشذوذ لم يستطع التغطية على فساد أقوال سيد قطب و اضطر إلى إعلان ضلاله وتكفيره فلقد جاء في مجلة الأمة جمادى الأولى 1405 هـ بقلم عبد الفتاح أبوغدة تحت عنوان (( تعبيرات خاطئة)) صحيفة (14-16): (( إ ن سيد قطب سمى الله بالعقل المدبر ولا يجوز إطلاق العقل على الله فالله جل شأنه منزه عن الوصف بمثل هذا وهذه العبارات وأمثالها تكررت في كتاب (( في ظلال القرءان )) كثيرًا كثيراً)) اهـ.
ويقول أبوغدة: (( إن هذا لا يفيد التبجيل ولا التعظيم في حق الله بل يوهم النقص والشبه بالمخلوقات))، ويقول: (( وهذا خطأ فاحش شديد وإن معتقده يخرج من الإسلام)) اهـ.
نقول: قوله عن الله بأنه العقل المدبر ذكره في تفسير سورة عمَّ (مجلد 6 صحيفة 3804 طبعة دار الشروق ).
هذا وقد درجت عادة سيد قطب على تشبيه الله بمخلوقاته حيث يسمى الله تعالى (( بالريشة المبدعة )) و ((الريشة المعجزة )) و (( الريشة الخالقة )) حيث يقول في كتابه الظلال ( الجزء 2 صحيفة204) ((هذه اللمسات العجيبة من الريشة المبدعة)) سمى الله ريشة ونسب إليه اللمس وهذه عقيدة تجسيمية خبيثة.
وكل ما قاله سيد قطب في الشأن هو تكذيب للقرءان الكريم قال تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ 11} [سورة الشورى] وقال أحد أئمة السلف الإمام الطحاوي: (( ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر)).
وها هو سيد قطب وكما أسلفنا في ابتداء الحديث يصرح بعقيدة الحلول فيقول في ( المجلد 6 صحيفة 3481 ) وفي تفسيرسورة الحديد عن الآية { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ (4)}: ((وهي كلمة على الحقيقة لا على الكناية والمجاز والله تعالى مع كل شىء ومع كل أحد في كل وقت وفي كل مكان)) اهـ.
وهذا يؤكد عقيدته الحلولية في الله تعالى حيث جعل الله بزعمه يحل في كل شىء وينحل فيه كل شىء، تعالى الله عما يقوله الملحدون علوَّا كبيرًا هذا وقد نقل الحافظ السيوطي في كتابه (( الحاوي للفتاوي )) إجماع المسلمين على تكفير من قال بلحلول أو الاتحاد اهـ ولا شك أن كل مسلم يعرف كفر من يزعم أنّ الله منتشر كالهواء في الأماكن والجهات.
وقال الشيخ ابن العربي: (( من قال بالحلول فدينه معلول))، وقال الشيخ عبد الغني النابلسي في (( الفيض الرباني )):من قال إن الله انحل منه شىء أو انحل في شىء فقد كفر ))، و قد روى الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في (( إتحاف السادة المتقين )) بالإسناد المتصل عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه قال: (( سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت لا يحويك مكان لا تُحَسُّ ولا تُمَسُّ ولا تُجَسُّ )).
- ولزيادة بيان عقيدة سيد قطب الحلولية انظر ماذا يقول في تفسيره عند قوله تعالى : { إِنّيِ خَلِقُ بَشَرًا (71) } ( الجزء 4صحيفة 2140 طبعة دار الشروق ) يقول: (( ولا نملك أن نسأل كيف تلبست نفخة الله الأزلي الباقي بالصلصال المخلوق الفاني إنه يقول يتلبس الخالد بالفاني فالجدل على هذا النحو عبث عقلي بل عبث بالعقل ذاته . . .))، ثم يقول : ((وكيف يتلبس الأزلي بالحادث ثم ينكر أو يثبت أويعلل بينما العقل الإنساني ليس مدعوًا أصلاً للفصل في الموضوع )) اهـ.
الرد:
إن ما قاله هو عين الحلول والاتحاد وما أشبه كلامه هذا في سيدنا ءادم بقول النصارى في سيدنا عيسى حيث يقولون بحلول وتلبس اللاهوت بالناسوت ولا خلاف بين المسلمين أن الملَك هو الذي نفخ
الروح في ءادم وعيسى بأمر الله، وقوله تعالى { رُّوحِى (29 ) } أي روح مِلكٌ لله مشرفة عند الله كإضافة البيت إليه في قوله { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ (26 ) } [سورة الحج ] أي البيت الذي هو ملك لله ومشرف عنده وليس المراد في هذه الآيات حلول الله في ءادم ولا في عيسى ولا في الكعبة لا يشك في ذلك مسلم.
وهاهو سيد قطب يكفر البشرية بجملتها فيقول في ( مجلد 2 صحيفة 1077 ) (( إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا اله إلا الله فأعطت لهؤلاء العباد خصوص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء)) ثم يتابع قائلاً: (( البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمة لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذابًا يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد)).
ويقول في ( المجلد الثالث صحيفة 1198 إن من أطاع بشًرا في قانون ولو في جزئية صغيرة فهو مشرك مرتد عن الإسلام مهما شهد أن لا اله إلا الله.
ثم يؤكد تكفيره لكل البشرية فيقول في صحيفة (1257 ) المجلد الثالث بأن الإسلام اليوم متوقف عن الوجود مجرد الوجود وإننا في مجتمع جاهلي مشرك.
فيا عمرو خالد هذا الذي يكفر الأمة بجملتها من غير استثناء حتى المؤذنين في مشارق الأرض ومغاربها هذا كيف تعتبره شهيدًا فضلاً عن أن تعتبره مسلمًا؟ هذا الذي تسبب بمستنقعات الدماء وكفر الأمة كل الأمة هل هذا يعتبر شهيدًا؟ هل هذا الذي يرى أن الخالق والمخلوق واحد كما نقلنا عنه يعتبر مسلمًا؟...
فالعجب العجاب كيف تُقَدَّم الزنادقة والملحدين على أنهم شهداء وقادة للأمة، أليس في كلامه تكفير من يعمل بالقانون ولو بجزئية واحدة؟
. ونحن نسألك يا عمرو ألست تتعاطى القضايا القانونية ألست تسافر بما يسمى (( جواز السفر)) (( باسبور )) ألست تحصل على (( فيزا )) ألست تقوم بمعاملات حكومية قانونية لإثبات ملكية أو دفع ضريبة أو لبيع أو لمطلق عقد مع دار نشر أو تلفزيون أو بنك على حسب ما يقرره بصرف النظر عن حكم الشرع فية فأنت يا عمرو كافر بنظر سيد قطب الذي تسميه شهيدًا لأنك تقوم بهذه المعاملات القانونية.
ثم اسمع يا عمرو إلى من تسميه شهيدًا وإلى من تنصح بمطالعة كتبه كيف يذم الفقه الإسلامي والاشتغال به فيقول ( المجلد الرابع صحيفة 2012) في تفسير سورة يوسف: (( إن العمل في الحقل الفكري للفقه الإسلامي عمل مريح لأنه لا خطر فيه ولكنه ليس عملاً للإسلام ولا هو من منهج هذا الدين ولا من طبيعة وخير للذين ينشدون الراحة والسلامة أن يشتغلوا بالأدب وبالفن أو بالتجارة أما الاشتغال بالفقه الآن على ذلك النحو بوصفه عملاً للإسلام في هذه الفترة فأحسب والله أعلم أنه مضيعة للعمر وللأجر أيضًا )).
فها هو ومن خلال هذا النص يعتبر:
- ان الفقه ليس عملاً للإسلام - وليس من منهج هذا الدين- ولا من طبيعته- وانه خير لمن أراد الراحة أن يشتغلوا بالأدب- أو بالفن (الرقص، الغناء، النحت، الرسم...)- أو بالتجارة- أما الاشتغال بالفقه في هذه الفترة فيحسب أنه مضيعة للعمر- وللأجر
فسيد قطب يرى أن الفقه أعدى أعدائه لأنه يكشف عوره وعيوبه ومؤامراته على الإسلام. فكل الذين فجروا التفجيرات في الساحات وقتلوا الأبرياء في المدن والقرى والطرقات والباصات هنا وهنالك نتيجة لتأثرهم بأفكار سيد قطب لو كانوا متفقهين في دينهم لما شاركوا في مثل هذا العمل بل السبب هو تأجيج العواطف وخلو القلب من الفقه.
فيا عمرو خالد بعد كل هذا ومع اشتهار أفكار سيد قطب وسيرته بين الناس كيف تحث الناس على قراءة كتبه واتباع طريقة وتحمسهم على قراءة تفسيره وهو ليس عالمًا ولا درس العلم على أحد بل تحول من صحافي ماجن ملحد يدعو إلى العُرْي التام في الطرقات إلى ادّعاء الإرشاد والتعليم والتوجيه الديني والتفسير القرءاني. كيف تطاوعك نفسك على دعوة الناس إلى الإقبال على كتب هذا الرجل أم أنك تخفي في قلبك شبيه ما كان يعلنه سيد قطب.
كيف تعتبر مثل هذا شهيدًا أو تقدمه للأجيال مثالا يحتذونه؟! هداك الله قبل فوات الأوان ومجيء يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

عمرو خالد يختفي

الرد:
مع ذهاب هذا الكتاب إلى المطبعة عنونت "السفير" في مطلع شهر 11 من عام 2002 ما يلي: بعد ترحيله إلى لندن و منعه من دخول البلاد العربية عمرو خالد ما زال يظهر على LBC1 و عنونت الجريدة المسماة "الأمان" في 29/11/2002: موقع عمرو خالد يكشف سبب اختفائه.
و عنونت مجلة "المجلة" العدد 1189: "لغز إختفاء عمرو خالد".
فمما كتب إبراهيم توتونحي في "السفير" و قد صَدَّرَ مقاله بكلام لعمرو و هذا نصه:" أنت ما فيش في دماغك غير الأسئلة دي .. أنا حضطر أسيب المقابلة لو أنت حتكمل لطرح أسئلة مشابهة."
هكذا عبر الداعية "الظاهرة" عمرو خالد عن ضيق صدره بمجموعة من الاستفسارات التي طرحها كاتب هذه السطور في لقاء نشرته "السفير" قبل شهور خلال الزيارة الجماهيرية التي قام بها "الداعية الوسيم" للبنان وحشد خلالها ءالاف "المعجبين" من مختلف المناطق، و قد كان اللقاء سريعًا أما الاستفسارات فكانت حول علاقته "الإستراتيجية" بجماعة الإخوان المسلمين و "المرحلية" بجماعة الفنانات المعتزلات و "العدائية" بجماعة الإعلام المصري الذي كان ءانذاك يشن أقسى الحملات الصحافية الرسمية ضده مطالبًا بإنهاء ظاهرة الدجل الديني و الخبث السياسي التي يجسدها.
لكن السؤال الذي قصم بالفعل ظهر اللقاء كان " هل تتوقع أن تلقى مصير الإبعاد إلى بلد ءاخر غير مصر؟..." و قام الشيخ عند هذه النقطة مصافحًا راسمًا ابتسامة مجاملة مغادرًا الجلسة معتذرًا بضيق الوقت...". نقول: نحن نتمنى أن يختفي خطاب عمرو خالد الذي فيه ما فيه من المهلكات و الظلامية و الإفتاء بغير علم. نتمنى أن يعود عمرو خالد و قد تراجع عن كافة الأغاليط التي وقع بها و أن يستفيد من كتابنا هذا و فيه الخير كل الخير و و الله ما قصدنا إلا الإصلاح و النصيحة و والله لم نفترِ على الرجل و لا بحرف واحد سائلين الله أن يهديه الصراط المستقيم و النهج القويم.